لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور: في ثاني أيام الانتخابات الرئاسية.. ''إحنا بتوع الأتوبيس''

06:14 م الثلاثاء 27 مايو 2014

كتبت- يسرا سلامة ودعاء الفولي وأماني بهجت:

كان الأتوبيس رابضًا على المرسى ينتظر الناس، كلمات قليلة كُتبت على المدخل ''مرسى الجلاء.. هيئة النقل العام المصرية''، رجل داخل كشك، يُحصّل التذاكر من المقبلين تجاهه، أب وابنته، رجل وخطيبته، ومجموعة فتيات ترتدي إحداهن تي شيرت يحمل صورة المرشح ''عبد الفتاح السيسي''، السائق ''محمد إبراهيم'' دخل بعد الجميع، كوب من الشاي في اليد اليُمنى قبل التحرك، الانتخابات الرئاسية تجري في الخارج بينما تجمّعوا هم داخل الأوتوبيس النهري، تفصلهم المياه عن الخارج، بين عائد من الانتخابات وذاهب لها، ومُحتفي بها، متخذًا الأوتوبيس وسيلة لذلك.

''انا انتخبت إمبارح بس قلنا نيجي نتفسح هنا''، قالت شيماء، ممسكة بعلم مصر، طرحة سوداء غطت رأسها، وصورة السيسي على قميصها، جلست لجانبها أسماء، صديقتها التي ذهبت للانتخابات ''بس عايزة أشتري تيشيرت زي بتاع شيماء لسة''، رغم انتهاء الأولى من التصويت بالأمس إلا أن التي شيرت ظل يُلازمها ''هفضل لابساه لحد الأسبوع الجاي''.

في مدرسة بمنطقة مدينة نصر تعمل الفتيات، كمشرفات على أوتوبيسات نقل الطلاب، أعمارهن لا تتعدى الاثنين وعشرين عامًا، ''داليا'' كانت تنظر للنيل بعيدًا عن صديقاتها، لا تشاركهن آراءهم السياسية ''جاية أتفسح وخلاص''، اختارت الفتيات الأوتوبيس لرخص سعره ''التذكرة بجنيه بس''، وحتى لا يضايقهن أحد الشباب بالشارع.

همَّ السائق الخمسيني بالقيام عن الأرض عقب انتهاء كوب الشاي، ذاهبًا ليبقَ بجانب أحد مساعديه الذين نابوا عنه في قيادة الأوتوبيس القديم، مُصدرًا له تعليمات مع بداية العملية، بعد خبرة دامت 22 عام ''براحة شوية وانت بتلف''، يقولها بصوت مُرتفع، لا يعلو كثيرًا فوق صوت فتيات المدرسة الذين كانوا قد بدأوا بالغناء ''تسلم الأيادي..'' يغنونها، تصفقن، ينزعج عم ''إبراهيم'' من الصوت، فيُنذرهم قائلًا ''براحة يا ماما انتي وهي شوية''.

''أميرة محمد'' و''محمد سيد'' اتخذا مقعدًا لجانب النهر، لا يحق لـ''سيد'' التصويت لكونه يعمل بالشرطة، إلا أن خطيبته تنوي الذهاب إلي التصويت بلجنتها في المنوفية، بمجرد علمهما أن اليوم عطلة رسمية قررا الذهاب إلى الأوتوبيس النهري ''قلنا فرصة الناس بتنتخب وهيبقى رايق''، أما ''حسن إسماعيل''، فلم يركب المواصلة النهرية إلا لأسباب عمله ''بشتغل في فندق الهيلتون''، لم يحظَ بعطلة رسمية كموظفي الحكومة ''بس هخلص الشغل وأروح انتخب انهاردة''.

يرتفع صوت المحرك، فُيلقي السائق الكبير نظرة، ثم يُعاود الحديث ''الأوتوبيسات قديمة بيتعملها عمرات بس من ساعة ما جيت هنا مفيش ولا واحد جديد جه''، يسمع والد الأربع أبناء عن الأوتوبيسات الزرقاء الجديدة، خدمة الإنترنت والأشياء المختلفة فيها ''بس دي على الأرض بقى أحنا مينفعش يبقى عندنا الكلام ده''، لا يتمنى السائق المخضرم سوى أمان ''عشان أنا أعرف أمشي كويس''، الإقبال علي الأتوبيس النهري لم يختلف في عطلة رسمية أو يوم للتصويت في الانتخابات، بحسب حديث السائق.

العطلات الرسمية سواء المرتبطة بحدث سياسي أو موسمي لا يعرفها ''إبراهيم''، لا يُزعجه ذلك ''إحنا جهة خدمية تابعة للنقل العام.. لو خدنا أجازة انتو مش هتعرفوا تتفسحوا''، يقولها بأسلوب ينم عن ثقة، لكن ذلك لم يمنعه من الذهاب للانتخابات التي ينوي التصويت فيها عقب انتهاء اليوم، في مقر مسكنه بشبرا ''البلد مينفعهاش واحد مدني''، يُبرر ذلك أن الرئيس المدني لن يستطيع خوض حرب مع الإسرائيليين ''المدني بيعرف يحل على المصطبة بس''.

 

 

لمعرفة مكان لجنتك الانتخابية اضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان