لم يمنعها احتجاز قريبها عن مساعدة الناخبين.. للشهامة "إيمان"
كتبت-إشراق أحمد:
تتعالى الأصوات مهللة، تتمايل الأيدي بالأعلام المصرية أمام اللجان، لا تتوقف "التكاتك" عن المرور ذهابًا وإيابًا بالناخبين في منطقة "مجمع المدارس" بالمطرية، وكذلك "إيمان جمال" تواصل إجابة السائلين وتلبية الطلبات فهي قبلة التائهين بأيام الانتخابات، "أعرف لجنتك الانتخابية" في تلك اللافتة المعلقة بين الحلوى والبقالة والأدوات المكتبية يجد البعض ضالته، لا فارق لدى الفتاة إن كان الوافد منتخبًا للسيسي أم صباحي، "إيمان" لن تشارك في الانتخابات، ما بالقلب من حزن على احتجاز ابن عمها في أحداث مسجد الفتح، لم يحيدها عن المساعدة وابتسامة تقدمها لحظة إعطاء الناخب الورقة التي دونت بها بياناته ليتوجه إلى اللجنة مصوتًا.
"الناس بتدوخ لغاية ما توصل للجنة" لذلك قررت الفتاة الثلاثينية تخصيص جهاز الكمبيوتر الخاص بأخيها أيام الانتخابات لخدمة أهل المنطقة والوافدين للتصويت، المرة الثانية لها بعد الاستفتاء على الدستور التي تقوم فيها بهذا العمل، "منظر الناس مفرحني رغم اللي الواحد فيه"، تراجعت "إيمان" عن ترشيح السيسي وقررت مقاطعة الانتخابات، لكن لم تتخلَّ عن شهامة بنت "المطرية"، ثمانية أشهر لم تر فيها ابن عمها "على فرحات محمد"، خريج كلية الصيدلة –جامعة القاهرة- عام 2013، الابن الخامس بين أخوته الستة، هو بالنسبة لها ابن "أنا اللي مربياه"، لا تتوانى في الحديث عنه.
كان الشاب الذي أكمل عامه الثاني والعشرين في 5 يناير الماضي وراء قضبان سجن وادي النطرون، في طريقه إلى مسجد الفتح "كان متضايق مع والده شويه"، توجه إلى المسجد في حين كان خط سير المظاهرات إلى هناك، 16 أغسطس 2013 يوم لا ينساه أسرة الشاب ولا ابنة عمه، "علي مالوش في حاجة خالص لا عمره نزل مظاهرة ولا حاجة" قالت "إيمان" مؤكدة أنه تم القبض عليه "ظلم"، ما كان للصيدلي الحريص على دراسته ومستقبله المهني أن يفعل التهم الموجهة إليه، إثارة الشغب والانتماء لجماعة محظورة التهم التي جراءها تم احتجاز "علي" منذ ذلك الحين والتجديد له بعد كل جلسة.
"غلطة عمري وبدفع تمنها" كلمات أخيرة قالها لابنة عمه قبل شهرين أثناء زيارتها له، رأى الشاب الأحداث، حاول مساعدة الجرحى بوازع الطبيب "وهي دي الجريمة اللي عملها علي" حسبما قالت.
مرارة تشعر بها "إيمان" لفقدان ابن عمها الذين تربوا سويا لكنها رغم ذلك اكتفت بمقاطعة الانتخابات "يعني أحنا شيلنا ظلم عشان يجي ظلم تاني"، لم تصب غضبها على كل مَن يتحدث عن "السيسي" الذي تغير رأيها فيه بعد ما عايشته، وجدت أن هناك خطأ متمثل في ظلم بيّن لا أحد يلتفت له "في ناس أحسن من علي كمان جوه السجن".
زيارة المُدرسة ذات العقد الثالث من العمر لابن عمها كان له أثر كبير في نفسها "أول مرة في حياتي أدخل سجن"، في غرفة الزيارات بسجن "وادي النطرون" ظهر الشاب، كان الثامن بين الدالفين، "اتفطمت من العياط" ليس لحظة رؤيتها لقريبها الذي تماسك طيلة اللقاء لكن مواقف غيره من المحتجزين "اللي وطى على ايد أبوه يبوسها، واللي جري على مراته يحضنها"، لكن ذلك العجوز الخمسيني لم تستطع "إيمان" نسيانه وقت انتهاء الزيارة "بقى عمال يقول 5 دقايق كمان أقعد مع عيالي".
تأمل "إيمان" في الإفراج عن "علي" وغيره ممن تم القبض عليهم "عشوائي"، مؤكدة أن مَن ارتكب جريمة وجب عقابه إذا ثبت ذلك ولو كان ابن عمها ذاته، وتتمنى إذا نال "السيسي" منصب الرئيس فلتكن أول قراراته "إنه يبرد قلب الناس اللي ولادها محبوسة ظلم"، تلك اللحظة التي يثبت لها أنها لا تعيش الظلم ذاته "ساعتها هندم إني مانزلتش أشارك إن الراجل ده يكون رئيس".
"لو أنا بحابي عشان الدم يبحثوا عنه ده حتى ولاد الناس بيبان عليهم" قالت قريبة المحتجز التي يطيب حديثها لكل أهل منطقتها والوافدين عليها، لم تتغير معاملة "إيمان" بعد المصاب الذي جرى لعائلتها، سايرت فرحة الناخبين أمام اللجان بتشغيل الأغاني الوطنية "أنا بحب مصر بس بكرة الظلم"، كانت تريد أن تتخلل الفرحة كيانها حال المارة لكن "النفس مجروحة".
تتقدم إحدى الناخبات مطالبة "إيمان" معرفة لجنتها الانتخابية، تهم الفتاة إلى الجهاز، تدون البيانات كاملة في ورقة، تعطيها للسيدة مبتسمة لتعاود عملها وصورة "علي" لا تفارقها.
لمعرفة مكان لجنتك الانتخابية اضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: