منح دراسية وقوافل طبية.. التعليم العالي تعلن جهود دعم الأفارقة في 8 سنوات
كتب- محمد نصار:
استعرض الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تقريرًا مقدمًا من الدكتور إسلام أبوالمجد، مستشار الوزير للشئون الأفريقية وتكنولوجيا الفضاء، بشأن أداء الوزارة في مجال التعاون المصري الأفريقي خلال 8 سنوات.
وأفاد التقرير بأن إجمالي المنح المصرية المُخصصة لدول القارة الأفريقية يبلغ 2702 منحة دراسية، وتتنوع هذه المنح فيما بينها فهناك منح برامج التبادل الثقافي، ومنح وزارة التعليم العالي باللجنة الفرعية بوزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية ومنح من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وأوضح التقرير أن المراكز البحثية تُسَخِّر إمكانياتها للتواصل مع الباحثين الأفارقة لإجراء مشروعات بحثية مشتركة، خاصة في مجالات (الصحة، والطاقة، والزراعة، والمياه)، بالإضافة لوجود 4 معاهد وكليات للدراسات الأفريقية بالجامعات المصرية، حيث تمت الموافقة على إنشاء معهد الدراسات الأفروآسيوية للدراسات العليا بجامعة قناة السويس، وتم تفعيل عمل فروع الجامعات المصرية بالخارج في السودان وتشاد، فضلاً عن قيام كليات الطب المصرية بتنظيم قوافل طبية لأفريقيا تم خلالها فحص 1360 حالة وإجراء أكثر من 980 عملية جراحية.
وأضاف التقرير أن الوزارة قدمت من خلال أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، جوائز سنوية للشباب المُبدعين والباحثين الأفارقة، لدعم عملية البحث العلمي والابتكار ودعم الشباب الافريقيى، وقد تم الإعلان عن فوز عدد 2 باحثين أفارقة ضمن شباب العلماء الأفارقة بجوائز الدولة بمصر بقيمة 10 آلاف دولار.
ولفت التقرير إلى تخصيص 150 منحة للدراسات العليا لطلاب دول القارة الأفريقية بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا مُمولة بالتعاون بين حكومتي مصر واليابان، كما تم تخصيص 50 منحة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة و50 منحة من الجامعة البريطانية بالقاهرة للطلاب الأفارقة، للدراسة في مصر.
وتناول التقرير تدريب أكثر من 2300 مُتدرب من شباب الدول الأفريقية في دورات تدريبية قصيرة، ودعم استضافة المكتب الإقليمي لاتحاد الجامعات الأفريقية لدول شمال أفريقيا والذي تستضيفه مصر في جامعة الأزهر، لتعزيز التناغم والتعاون بين الجامعات المصرية والأفريقية، كما تسعى الوزارة للتعاون بين اتحاد الجامعات الأفريقية واتحاد الجامعات العربية لربط الجامعات العربية بنظيرتها الأفريقية.
وأطلق الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خلال مؤتمر التيكاد 7 باليابان، "المبادرة المصرية لتصميم وإطلاق قمر صناعي أفريقي للتنمية"، بالشراكة مع الدول الأفريقية، وجار تنفيذه بقيادة وكالة الفضاء المصرية، كما دعمت مصر استضافة مقر وكالة الفضاء الأفريقية وذلك بمبلغ 15 مليون دولار لإنشاءها وتشغيلها لإعداد كوادر أفريقية ذات خبرات مُتميزة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
ولفت التقرير إلى أن الوزارة تسعى لربط الجامعات المصرية بنظيرتها الأفريقية، من خلال برامج شراكة وتوأمة بين الجامعات المصرية والأفريقية، حيث يتم توقيع مُذكرات التفاهم ووضع خطط عمل مُشتركة وتعزيز التبادل الطلابي والأكاديمي، وكان آخرها التوقيع بين جامعة القاهرة وجامعة جون جارنج بجنوب السودان، والتوقيع بين جامعة حلوان وجامعة ليمبوبو بدولة جنوب أفريقيا، فضلًا عن إنشاء فروع للجامعات المصرية بالدول الأفريقية، وجار إعادة تأهيل فرع جامعة القاهرة بمدينة الخرطوم بالسودان، وتم تأهيل فرع جامعة الإسكندرية بمدينة تونج بدولة جنوب السودان للافتتاح واستقبال طلاب فى العام الأكاديمي القادم، ويتم العمل حاليًا على زيادة عدد تواجد فروع للجامعات المصرية في دول أفريقية أخرى، مع رفع كفاءة هذه الفروع وزيادة البرامج التعليمية، وجار التشاور حاليًا بشأن إنشاء فرع لجامعة عين شمس في جمهورية تنزانيا، تنفيذًا للمادة 11 من مذكرة التفاهم المُبرمة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التعليم والعلوم التكنولوجيا التنزانية.
وأشار التقرير إلى اهتمام الوزارة بمجال أبحاث الفضاء والاستشعار من البُعد، نظرًا لأهميتهما البالغة في العصر الحالي، وأثمر ذلك عن التعاون في تأهيل العديد من الباحثين الأفارقة لاستخدام وتوظيف بيانات الأقمار الصناعية لحل المشاكل البيئية الإقليمية المُشتركة من خلال دورات تدريبية مُتخصصة وورش عمل وتبادل الزيارات، وجارى التفاوض مع جمهورية الصين في إنشاء مركز تميز للاستشعار من البُعد بالشراكة بين مصر والصين، على أن تستضيف مصر مركز التميز لخدمة الدول الإفريقية، كما نجحت الوزارة في استضافة مركز للتميز بالتعاون مع وزارة الزراعة، ليكون جاهز للتدريب على إدارة الثروة السمكية.
وأوضح التقرير أن مصر استضافت ما يزيد عن 80 مؤتمرا علميا، وورشة عمل فنية بحضور ما يقرب من 2300 زائر أفريقي، وكان آخرها استضافة مصر للمؤتمر الأفريقي لعلوم المحيطات بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لعلوم المحيطات التابع لليونسكو، والذي حضره أكثر من 25 دولة أفريقية، والذي يُمهد لمؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية (Cop 27) والذي ستستضيفه مصر في نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ.
واستضافت الوزارة العديد من مُسابقات الإبداع والابتكار للموهوبين وصغار الباحثين؛ لزيادة الوعي حول أهمية التعليم والبحث العلمي، كقاطرة للتنمية في أفريقيا، واستضافت الوزارة العديد من الاجتماعات الخاصة بالاتحاد الأفريقي ومنظمة النيباد (الذراع العلمي والتقني للاتحاد الأفريقي)، لتوطين التكنولوجيات ودعم إنشاء الشركات وريادة الأعمال.
وعلى صعيد المشاركات الرسمية في اجتماعات الاتحاد الأفريقي، فقد شاركت الوزارة مُمثلة عن الدولة المصرية في كافة اجتماعات الاتحاد الأفريقي، حيث تم حضور أكثر من 30 اجتماعا وزاريا و65 اجتماعا علميا واستراتيجيا، لإعداد وتنفيذ الاسترتيجيات العلمية والتقنية بالقارة الأفريقية، كما تم وضع إطار للتعاون في الأبحاث الطبية وتجربة مصر في إنتاج اللقاحات والأمصال وكيفية التعاون ونقل الخبرات في هذا المجال للدول الأفريقية، وفي هذا الإطار، هناك مشاورات للتعاون مع دولة مالاوي في الأبحاث الصيدلانية وإنتاج الدواء وتسجيل الدواء المصري بدولة مالاوي.
وخلال فترة جائحة كورونا، تم عقد العديد من الاجتماعات الوزارية والتنفيذية للشراكة في خطط مجابهة جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية والتقنية التي اتخذتها مصر في التعليم والبحث العلمي.
وعرض الدكتور خالد عبدالغفار العديد من التجارب المصرية التي اتخذتها الوزارة، ومنها الاعتماد على التعليم الهجين والتعليم عن بُعد وإنشاء المنصات الإلكترونية للمحاضرات والامتحانات، وتعميم نظام الامتحانات الإلكتروني التأهيلي لكليات الطب، من خلال منصة عالية الدقة، وذات تأمين سيبراني عالٍ للحفاظ على سرية وجودة الامتحانات.
وصرح الدكتور عادل عبدالغفار، المُستشار الإعلامي والمُتحدث الرسمي للوزارة، بأن الوزارة تضع تعزيز التعاون المُشترك مع مختلف الدول الأفريقية على رأس أولوياتها، وذلك من خلال تقديم الدعم الكامل للأفارقة في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، سواء في مرحلة (البكالوريوس أو الدراسات العليا) بكافة الجامعات المصرية، فضلًا عن زيادة المِنح الدراسية المُقدمة للطلاب، ودعم تبادل الخبرات في شتى المجالات العلمية والبحثية، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التعاون لدعم العلاقات مع الأشقاء الأفارقة وخاصة دول حوض النيل، ومؤكدًا أن مصر لم ولن تدخر جهدًا تجاه دعم أشقائها الأفارقة، وستظل دائمًا يدها ممدودة، للتعاون والبناء والتنمية من أجل جميع الدول الأفريقية.
فيديو قد يعجبك: