إعلان

الرحلة إلى الخريف.. هل يختفي القطب الشمالي بحلول 2050؟

04:40 م الجمعة 18 نوفمبر 2022

أرشيفية القطب الشمالي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود الشال:

يقطع الجليد في محيط القطب الشمالي رحلة شاقة صيفًا يفقد فيها حجمًا كبيراً من المساحات التي تكونت طوال فصل الشتاء نتيجة ارتفاع درحة حرارة الهواء صيفًا عن المعدل الطبيعي، منتظرًا إعادة تكون الجليد مرة أخرى مع منتصف فصل الخريف.

يصل حجم الجليد في القطب الشمالي في شهر سبتمبر من كل عام إلى أدنى مستوى له، ثم يبدأ بعدها في إعادة التكون مرة أخرى، لكن حتى الدورات الجديدة لتكوين الجليد لم تعد تعوض المفقود مع ارتفاع درجة حرارة الأرض.

يبدأ موسم ذوبان الجليد بالقطب الشمالي في الصيف، تحديداً في الثاني من شهر يوليو، ويستمر حتى يبلغ حجم الجليد الحد الأدني خلال العام في الثامن عشر من سبتمبر، لكن معدلات انخفاض متوسط حجم الجليد في شهر سبتمبر زادت منذ عام 1979 إلى ليفقد الجليد 40% تقريبًا من حجمه.

وتحذر الدراسات من استمرار معدل انخفاض مساحات الجليد "12% كل عقد" ما سيؤدي لاختفاء جليد القطب الشمالي تماما بحلول عام 2050، حال استمر معدل الانبعاثات.

سبتمبر 2022 مقارنة بالسنوات السابقة

في سبتمبر من العام الماضي بلغ المتوسط الشهري لمدى انتشار الجليد البحري 4.87 مليون كيلومتر مربع، وهو واحد من أقل المتوسطات الشهرية لمساحة الجليد منذ العام 1980، وأقل من متوسط شهر سبتمبر للعام الماضي الذي سجل 4.92 مليون كيلومتر مربع، ليحتل بذلك المركز الرابع في أقل المتوسطات الشهرية، إذ سجل سبتمبر 2020 المتوسط الشهري الأقل على الإطلاق بواقع 4 مليون كم متربع فقط.

في سبتمبر الماضي انخفض الحجم اليومي أيضاً للجليد، منذ بداية الشهر وحتى يوم 18، ليعادل عاشر أدنى معدل انخفاض يومي، حيث كان امتداد الجليد أقل من المتوسط في جميع قطاعات المحيط المتجمد شمال الكرة الأرضية، كما ظلت بعض المناطق خالية من الجليد حتى نهاية شهر سبتمبر على غير المعتاد، مثل شمال البر الرئيسي الكندي في المنطقة المحيطة بالقطب الشمالي والمعروفة بـ"الأرخبيل" الكندي.

كما شهدت درجات حرارة الهواء خلال شهر سبتمبر ارتفاعا عن المتوسط فوق الجانب الأمريكي من القطب الشمالي بسبب مرور عاصفة قوية للغاية خلال منتصف الشهر تسببت في أضرار جسيمة وفيضانات لمدينة "نوم" والمناطق المحيطة بها في ولاية ألاسكا.

توضح بيانات وكالة ناسا، استمرار انخفاض مدى الجليد البحري لشهر سبتمبر على مدار 44 عاماً، بشكل متسارع، بواقع 79100 كم مربع سنويا، أو 12.3% لكل 10 سنوات، وبذلك سجل مجموع انخفاض حجم الجليد خلال أشهر سبتمبر منذ عام 1979، وحتى عام 2020، إجمالي 3.59 مليون كيلومتر مربع، وهو ما يعادل ضعف مساحة ولاية ألاسكا الأمريكية "ألاسكا تساوي خمس الولايات المتحدة".

الصيف الماضي

شهد موسم الصيف الماضي بعض الأحداث البارزة التي أثرت على ذوبان الجليد، إذا بدأ زوبان سطح الجليد على طول ساحل سيبيريا في وقت مبكر عن المعتاد، إضافة إلى معدلات ذوبان أكبر من المتوسط في معظم مناطق القطب الشمالي، وزاد معدل الذوبان في نهاية الصيف، مقارنة ببدايته، ما زاد متوسط الذوبان في شهر سبتمبر.

يشمل تأثير اختفاء جليد القطب الشمالي حيوانات المنطقة التي ستموت أو ستتكيف مع المناخ الجديد.

ويؤدي ذوبان جليد القطب الشمالي إلى إطلاق كميات كبيرة من غاز الميثان الذي يسهم في تغير المناخ، وبالتالي عندما يذوب الجليد يطلق هذا الغاز، ما يزيد معدل ذوبان الجليد والاحترار العالمي وهي دائرة لا تنتهي.

ويعد ذوبان جليد القطب الشمالي تهديدا حقيقيا للدول الساحلية، وتعد مدينة الإسكندرية والدلتا في مصر ضمن 6 مدن ساحلية أخرى قد تختفي.

فيديو قد يعجبك: