الروبي مفسراً قوله تعالى {وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًاا}

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ خاص مصراوي ـ تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير ما هو الهجر الجميل المذكور في قوله تعالى {وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}..[الزمل:10].

قال الروبي: الهجر الجميل، هو أن يجانبهم صلى الله عليه وسلم بقلبه وهواه ويخالفهم مع حسن المخالفة وترك المكافأة.

فهو الهجر الذي لا أذية فيه، فيقابلهم صلى الله عليه وسلم مع أذاهم بالهجر والإعراض عنهم وعن أقوالهم التي تؤذيه.

فلا يقابل صلى الله عليه وسلم السيئة بمثلها، ولا يزد على هجرهم: بأن يسبهم، أو يرميهم بالقبيح من القول.

ويلاحظ من الآية الكريمة أن الإنسان إما أن يكون مخالطا للناس، وإما أن يكون مجانبا لهم، فإن كان مخالطا لهم فعليه أن يصبر على إيذائهم، وإما أن يكون مجانبا لهم، فعليه أن يهجرهم هجرا جميلا، بأن يجانبهم بقلبه وهواه، ويخالفهم في أفعالهم.