أثر الصوم في تزكية النفس
بقلم – هاني ضوَّه :
للعبادات التي فرضها الله علينا حكم ومنافع كثيرة، وكذلك الصيام فيه الكثير من الحكم والفوائد العظام التي تعود على المسلم بالنفع في آخرته وفي دنياه.
ومن الحكم والمنافع التي جعلها الله سبحانه وتعالى في الصوم أن فيه تزكية للنفس وتطهيرا وتنقية لها من الرذائل، لأن الصيام يضيق مجاري الشيطان في بدن الإنسان، كما أن في الصوم زهد للدنيا وشهواتها وترغيب في الآخرة، وفيه باعث على العطف على المساكين.
والصوم يربي النفس البشرية على الصبر وتحمل المشاق، فهو يجمع أنواع الصَّبر الثَّلاثة: الصَّبر على المأمور لأن يلتزم بأمر الله سبحانه وتعالى بالصيام ويخالف نفسه، والصَّبر على المحظور لأنه يصبر على اجتناب ما نهى الله عنه من شهوات وفحش القول، والصَّبر على المقدور لأنَّ الصَّائم يحبس نفسه على الرِّضى بما قدَّر عليه من ألم الجوع والعطش، ومن استكمل هذه الانواع فقد استكمل حقيقة الصَّبر، وبلغ ذروته.
كما أن الصوم يعوِّد النَّفس على امتثال أوامر الله -عزَّ وجلَّ- وإخلاص العمل له، ورجاء ثوابه، لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه".
وفي صيام رمضان فرضه عظيمة لكي يستعفف المسلم ويبتعد عن الشهوات، لأن الصون يطفئ نار الشهوة، ولهذا فقد حثَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الشَّباب الَّذين تعذَّر عليهم الزَّواج، وخشوا على أنفسهم من الفتنة أن يصوموا فقال: "يا معشر الشَّباب من استطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصَّوم فإنَّه له وجاء".
ورحم الله الإمام الغزالي الذي قال: "الصوم ثلاثة أقسام: صوم العامة وهو الكف عن الشهوة وعن الطعام والشراب فقط، ولا اجتناب فيه عن المعاصي. والثاني هو صوم الصالحين، وفيه اجتناب عن المعاصي والذنوب. والثالث هو صوم خاصة الخاصة. ورد في الحديث الشريف: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". وقال صلى الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر".
فيديو قد يعجبك: