أوسطه مغفرة
بقلم – هاني ضوَّه :
رمضان شهر العطاء والرحمة والمغفرة من رب العالمين، وها نحن قد بدأنا في الثلث الثاني من الشهر الكريم، وهم اوسط الشهر، الذي وصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأيام المغفرة، فقال في الحديث: " شهر رمضان أوله رحمة, وأوسطه مغفرة, وآخره عتق من النار".
وقد بشرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمغفرة الله في رمضان عمومًا وفي وسط رمضان خصوصًا، فقال: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"، وقال كذلك: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه".
لقد وجهنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن نغتنم شهر رمضان ونسعى إلى مغفرة الله فيه عن طريق الإيمان بتلك الفريضة العظيم .. فريضة الصيام، وأن نؤديها على أكمل وجه، ثم نحتسب الأجر من الله الكريم، لتكون النتيجة أن يغفر الله ما تقدم من ذنوبنا.
وكذلك قيام الليل في رمضان وإحيان لياليه بالصلاة والذكر والتسبيح والاستغفار وقراة القرآن وغيرها من الطعات هي سبيل أخر لمغفر الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم قال النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"، وخاصة في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها تتنزل الرحمات على من قام فيها وأحياها تائبًا لله وحسنت طاعته، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه".
ومن أسباب المغفرة أيضًا في هذه الأيام المباركات الاستغفار خاصة في الجزء الأخير من الليل، فما أجمل الاستغفار وقت السحر، فقد ذكر الله تعالى في سورة الذاريات من صفاتِ المتقين ﴿وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)﴾ (الذاريات) وقال في سورة آل عمران ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾، وهذا يدل على قيمة الاستغفار في وقت السحر.
وقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: هل من تائبٍ فأتوب عليه؟! هل من مستغفرٍ فأغفر له؟! هل من سائلٍ فيعطَى سؤلَه؟! حتى يطلع الفجر".
ونحن نقوم في هذا الوقت لتناول طعام السحور، فعلينا أن ننتهز هذه الفرصة ونجعل لنا وردًا من الاستغفار في هذا الوقت المبارك، لعل الله يتقبل منا ويغفر لنا ذنوبنا ويكتبنا في عباده المتقين.
فيديو قد يعجبك: