إندونيسيا.. الجلد للمفطرين بإقليم آتشيه
أعلن مسلم إبراهيم رئيس مجلس شورى العلماء في إقليم آتشيه الإندونيسي أنه سيتم تطبيق عقوبة الجلد على كل من يجاهر بالفطر في نهار رمضان داخل الإقليم الذي يشكّل المسلمون 99% من سكانه. وقال في مؤتمر صحفيبأن الجلد التعزيري قد اختير؛ لأن السجن أو الغرامة (لن يحققا الهدف في مواجهة مثل هذا الذنب).
ويتمتع إقليم آتشيه بالحكم الذاتي منذ عام 1999، وهو ما سمح لحكومته المحلية بتطبيق الشريعة الإسلامية اعتبارًا من 2001.
وكانت الحكومة المحلية في الإقليم قد أعدت مشروع القانون الذي ينص على جلد المفطرين في نهار رمضان، ولكن لم يعلن حتى الآن كيف ستنفذ العقوبة، وهل ستكون علنية أم داخل أحد مباني الحكومة، وقد اقترح مجلس شورى العلماء تنفيذ العقوبة في مكان عام أمام الناس حتى تؤتي أثرها في ردع من يتجرأ على انتهاك حرمة رمضان.
ولا يعرف حتى الآن موقف النخبة السياسية في العاصمة جاكرتا إزاء التشريع الجديد، فيما أكد أبو بكر رئيس مكتب الشريعة في الإقليم بأن (تطبيق الشريعة لن ينتهك خصوصية الناس أو حقوق الإنسان كما يزعم البعض).
انهيار الهدنة: وفي اليوم الأول من رمضان الذي بدأ الأربعاء 6-11-2002 انهارت الهدنة التي أعلنتها من جانب واحد حركة تحرير آتشيه الانفصالية يوم الاثنين 4-11-2002 بمناسبة شهر رمضان، حيث اندلعت مواجهات جديدة بين الجيش الإندونيسي والحركة تسببت في مقتل خمسة أشخاص بينهم جندي، وقد كثّف الجيش من حشوده ودفع بعدد من الدبابات والمدرعات إلى دائرة نيسام بشمال الإقليم.
وذكر سفيان داود قائد الحركة في المنطقة أن القتال اندلع عندما وجد 200 من أفراد حركته أنفسهم محاصرين بالقوات الحكومية. فيما قال قائد الجيش الكولونيل فردوس كمارنو بأن الجيش كان يسعى لعزل المدنيين عن الانفصاليين المسلحين، وتشير تقارير صحفية إلى أن أفراد الحركة الانفصاليين استطاعوا الهرب من قبضة الجيش في النهاية.
وتأتي الاشتباكات الجديدة بعد أسبوع من تصريح قائد الجيش الإندونيسي الجنرال إندريانتو سوتارتو بأن المؤسسة العسكرية مستعدة لوقف عملياتها العسكرية الموسعة في الإقليم لو تم الاتفاق على معاهدة سلام في جنيف بين الحكومة والانفصاليين. وأكد استعداد الجيش إصدار عفو عام على كل الانفصاليين.
وقد كررت الرئيسة الإندونيسية ميجاواتي سوكارنو بوتري يوم الخميس 7-11-2002 دعوتها لمركز هنري دونانت السويسري الذي يقوم بجهود وساطة بين الطرفين لكي يدعو زعماء الحركة الانفصالية لعقد جلسة مفاوضات أخرى في 24-11-2002، وذلك قبل الموعد المقترح من قبل الانفصاليين الذين يرفضون التفاوض قبل عيد الفطر.
ضحايا العنف: 4385 مدنيًّا: وكان معهد العون القانوني الإندونيسي قد أصدر تقريرًا يوم 1-11-2002 حول ضحايا العنف المسلح من المدنيين بالإقليم في الفترة من بداية 2002 وحتى نهاية أكتوبر من نفس العام. وأشار التقرير إلى سقوط 1228 قتيلاً مدنيًّا، وحدوث عمليات تعذيب بحق 1854 مدنيًّا. كما تعرض 330 آخرون للخطف، وتم اعتقال 973 بدون أسباب واضحة.
ويقدر عدد القتلى خلال العقود الماضية في الإقليم بعشرة آلاف شخص، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى وضحايا الخطف والاغتصاب والاعتقال.
المصدر: موقع اسلام اون لاين
فيديو قد يعجبك: