الكويت.. ولائم إفطار لمسلمي آسيا الوسطى

مع قدوم شهر رمضان نشطت الجمعيات والهيئات الخيرية الكويتية في جمع التبرعات والصدقات لتنفيذ مشروع إفطار الصائم في مختلف الدول العربية والإسلامية ومناطق الأقليات المسلمة في أنحاء العالم؛ حيث ينبثق عن هذه المؤسسات لجان تتقاسم فيما بينها أماكن تجمعات الفقراء والمحتاجين المسلمين في العالم، وتقوم في شهر رمضان من كل عام بتنفيذ العديد من المشاريع الإغاثية والإنسانية المتمثلة في إفطار الصائم، وكسوة العيد، ومد يد العون والمساعدة لأيتام المسلمين.

ويقول محمد سهيل الشمري رئيس لجنة مسلمي آسيا الوسطى التابعة لجمعية إحياء: (اللجنة تنفذ مشروع إفطار الصائم سنويًّا، ويستفيد منه آلاف الفقراء والمساكين في آسيا الوسطى)، مشيرا إلى أن معدل الوجبات التي تم توزيعها خلال رمضان من العام الماضي بلغت 7 آلاف وجبة يوميا بمجموع يصل إلى 210 آلاف وجبة طوال الشهر.

وأضاف الشمري أن هذا المشروع يلقى إقبالا كبيرا من أهل الخير في الكويت؛ حيث يدرك الخيرون أن الصدقة في هذا الشهر يتضاعف أجرها.

وأوضح أن اللجنة تنفذ هذا المشروع في جمهوريات آسيا الوسطى من خلال الاتصال الدائم طوال الشهر مع مكاتبها في هذه الدول، وإرسال الأموال اللازمة إليها ليتم شراء المواد الغذائية، ثم تقوم مجموعات مشكلة بمعرفة اللجنة بطبخ هذه المواد وتوزيعها على المساجد ليفطر عليها الفقراء والمحتاجون، مشيراً إلى أنه عادة ما يسبق الإفطار مواعظ ودروس يلقيها دعاة اللجنة؛ ليتفقه هؤلاء المسلمون في أمور دينهم، وليعبدوا ربهم على بينة.

وقال الشمري: إن اللجنة تشرف على 11 مؤسسة للأيتام في أذربيجان، تضم أكثر من 2000 يتيم، وتزداد العناية بهم في شهر رمضان بما نوفره لهم من ملابس جديدة وغير ذلك من احتياجات هذه المناسبة، ونحن في سبيلنا لإنشاء مركز تأهيل للأيتام المتخرجين في دور الأيتام؛ لتعليمهم حرفا ومهنا شريفة يستطيعون من خلالها مواجهة أعبائهم المعيشية اعتمادا على الله ثم على سواعدهم.

وأضاف أن المسلمين في جمهوريات آسيا الوسطى في أمسِّ الحاجة إلى المشاريع الدعوية والتعليمية والصحية والإنشائية؛ لأن الحكم الشيوعي طمس معالم الإسلام من هذه البلاد على مدى أكثر من 70 عامًا، موضحًا أنه لا بد من إحياء الإسلام في قلوبهم من جديد عبر التوعية الدينية المكثفة عن طريق بناء المدارس والمعاهد، وإرسال الدعاة ومعلمي القرآن.

10 آلاف وجبة يوميًّا:  من جهته قال (حسن اللقمان) مدير إدارة المشاريع ببيت الزكاة الكويتي: إن عدد الوجبات التي يقدمها البيت يوميًّا للصائمين المحتاجين تبلغ 10 آلاف وجبة طوال شهر رمضان، وإن ولائم الإفطار تأتي في إطار إشاعة قيم التكافل والتراحم في المجتمع.

وأضاف اللقمان أنه تم التعاقد مع 14 شركة غذائية لتوريد طعام الإفطار للصائمين، وأن الأمانة العامة للأوقاف (مؤسسة خيرية تابعة لوزارة الأوقاف الكويتية) دعمت مشروع إفطار الصائم بمبلغ 77500 دينار كويتي (بما يعادل 256 ألف و622 دولار).

ومن ناحية أخرى قال الشيخ (فيصل يوسف العلي) المراقب الثقافي بوزارة الأوقاف الكويتية: إن وزارة الأوقاف بدأت مع بداية شهر رمضان برنامجا دينيا للتوعية المكثفة بهدف ربط المسلم بربه سبحانه وتعالى، والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال جملة من الأنشطة الثقافية والعلمية والتربوية والروحانية المتنوعة والمسابقات الرمضانية، والمنتديات مثل منتدى الريان، ومنتدى شد المئزر.

وأوضح أن هذه المنتديات تضم مسابقات ثقافية ودروسًا وعظية وحلقات لتصحيح قراءة القرآن وأنشطة نسائية، ومن بين العناوين التي تحملها المحاضرات والدروس: (رمضان مدرسة النظام)، (الاستعداد ليوم المعاد)، (صلة الأرحام)، (وقفة محاسبة)، (هل عدت مريضا؟)، (رمضان نعمة تحتاج الشكر)، (حال السلف في رمضان)، (ذوو الأعذار)، (سبيل النجاة)، (تزكية النفس)، (الوقت في رمضان)، (الصوم وأسراره)، (خصائص رمضانية)… وغير ذلك من الموضوعات الإيمانية والروحانية.

وتعتبر لجان العمل الخيري الخارجي في جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت من أكبر اللجان من حيث عدد  المشاريع، وتغطي عددًا من جمهوريات آسيا الوسطى، منها: إندونيسيا - الفلبين - سنغافورة - تايلاند - ماليزيا - تايوان - فيتنام – لاوس.

ومن أهداف اللجنة تفقد أحوال المسلمين، ومد يد العون لهم، والتخفيف عنهم أوقات المحن والحروب والكوارث، ومحاربة البدع والخرافات والعقائد المنحرفة عن طريق نشر العلم النافع والعقيدة الصحيح، وبناء المساجد والمدارس والمعاهد والمراكز الإسلامية من أجل التوعية والإرشاد، وكفالة الأيتام من أبناء المسلمين؛ لتنشئتهم على تعاليم الإسلام ومفاهيمه الصحيحة، وكفالة الدعاة ومعلمي القرآن من أجل تفريغهم لهذه المهام الجليلة في تعليم وتوعية أبنـاء المسلمين في هذه البلاد، والدعوة إلى الإسلام في أوساط غير المسلمين في تلك المناطق.

المصدر: موقع اسلام اون لاين