أستاذ تاريخ بالأزهر يرد على من يشككون في صحة معجزات مولد النبي: يسعون للشهرة
كتبت- آمال سامي:
شكك البعض في الوقائع التاريخية التي صاحبت ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل إنشقاق إيوان كسرى وسقوط أربع عشرة شرفة منه، وجفاف بحيرة ساوة، وولادته صلى الله عليه وسلم مختونًا، فتوجه مصراوي إلى أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر الشريف، الدكتور عبد المقصود الباشا، يناقشه لنكشف مدى صدق أو اختلاق تلك الوقائع التاريخية..
أكد الباشا أن الوقائع التاريخية المصاحبة لميلاد الرسول صحيحة ووردت في المصادر القديمة، والمصادر القديمة حجة لا تقبل الجدل، وتواترت بها الأخبار، اما عن كون كتب مثل الرحيق المختوم ذكر أن الروايات ليس لها إسناد ثابت وإن بعضها ضعيف وبعضها خاطيء، قال عبد المقصود أن الرحيق المختوم كتاب في الحديث لا كتاب في التاريخ، فالمصدر ليس في مجاله، مثلما يعتمد طبيب على كتاب هندسي، فهنا عدم مصداقية في التخصص، وهذا ما جعل البعض يتشكك في صحة هذه الروايات، "لذلك نقول ألجأوا لكبار المتخصيين ليس للمتخصصين".
أما عن أحداث هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتشكيك في صحة قصة الحمامة والعنكبوت، فيستنكر عبد المقصود الباشا من يشككون في تلك الأحداث التاريخية قائلًا إن التاريخ أصبح ملجأ من لا ملجأ له، وعلم من لا علم له، قائلًا "يتطفل عليه من يريد الشهرة، فيهاجم أحدهم الإمام البخاري، ويقول آخر أن المسجد الأقصى في الطائف، ويطالب آخر بعدم تدريس المذاهب الأربعة في الأزهر الشريف، رغم أن الأزهر لا يدرس المذاهب الأربعة فقط بل يدرس أكثر من ثمانية مذاهب، لكن الموتورون يريدون الشهرة، فمن قال لهؤلاء أنه ليست هناك حمامة؟ إن المعجزة تسمى معجزة لأنها لا يمكن أن تتكرر مع بشر". ويفرق الباشا بين بين الكرامة والمعجزة موضحًا أن المعجزة تحدث للأنبياء فقط، ويستطرد الباشا حديثه قائلًا أن المعجزات حدثت مع موسى وعيسى والعديد من الأنبياء، "فلم التجرؤ على رسول الله؟ ألا يخشى هؤلاء مقابلة رسول الله يوم القيامة؟ فما ادراهم أن هذا لم يحدث، أما نحن فحين نقول بحدوثها نستند في ذلك إلى مصادر كتبها أصحابها في هذا الزمان".
ولفت الباشا النظر لواقعة صعود نيل أرمسترونج لأول مرة على سطح القمر وقول العلماء حينها ان هناك شق في القمر كأن القمر قد انشق قديمًا ثم عاد، وكان ذلك في أواخر القرن العشرين رغم ان القرآن قال منذ اكثر من 1400 سنة "اقتربت الساعة وانشق القمر".
لذا يقول الباشا انه يجب على المسلمين أن يقدسوا تاريخهم وألا ينساقوا وراء من يشكك فيه بغرض الشهرة، مؤكدًا أن تاريخنا الإسلامي أنصع أنواع التاريخ.
ونصح عبد المقصود الباشا من يحب أن يعرف معلومات سليمة عن التاريخ الإسلامي أن يرجع إلى أساتذة جامعة الأزهر وأساتذة التاريخ الإسلامي في الجامعات المصرية "الذين تثقون في دينهم وأخلاقهم" والا يعتمدوا على كلام مستشرقين أو من يدعي أنه "باحث في التاريخ الإسلامي".
وأكد عبد المقصود الباشا ان هناك قواعد صارمة في علم التاريخ تجعل الباحث فيه يتأكد من صحة الروايات وضبطها ومن بين هذه القواعد:
- أن يكون من نقل الحدث معاصرا له أو وقته كان قريبا من صنع الحدث أو شاهده أو شارك في احداثه.
- أن يكون معاصرًا لمن يروي عنه، فمثلا إذا كان المؤرخ مولود سنة 200هـ نرى من روى عنه عاصره في تلك الفترة أم لا.
فيديو قد يعجبك: