"البراق" والأخذ بالأسباب في رحلة الإسراء والمعراج
بقلم – هاني ضوَّه :
شهدت رحلة الإسراء والمعراج أسرارًا كثيرة ومشاهدات عديدة جاء بعضها بشارة للمؤمنين الصادقين، والبعض الآخر تحذيرًا ووعيدًا للعصاة والمفسدين، فقدر رأيى النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله العديد من المواقف والمشاهد التي تمتلئ بالحكمة والنصيحة.
ولعل أول هذه المشاهد "البراق" .. الذي ركبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رحلة الإسراء والمعراج، وأرسله الله تعالى له من الجنة إجلالاً وتعظيماً، على عادة الملوك إذا استدعوا عظيماً بعثوا إليه النجيب مهيأً، مع أعز خواصه للحضور، فهو من عالم الغيب.
وفي إرسال البراق للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليكون وسيلة الانتقال تعليمًا لنا أن نأخذ بالأسباب، فالله سبحانه وتعالى قادر على أن ينقل النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله دون وسيلة انتقال.
وقالوا في وصف البراق أنه دابة تشبه الدواب أكبر من الحمار وأصغر من البغل، تضع حافرها عند منهى بصرها، عُرفُها من اللؤلؤ الرطب منسوج بقضبان الياقوت يلمع بالنور، وأذناها من الزّمرّد الأخضر، وعيناها مثل كوكب درّيّ يوقد لها شعاع كشعاع الشمس، شهباء بلقاء محجّلة الثلاث مطلوقة اليمين، عليها جلّ مرصّع بالدّرّ والجوهر لا يقدر على وصفها إلا الله تعالى، نَفَسُها كنَفَس ابن آدم.
وروي أنه لما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ركوبها نفرت وهاجت، فصاح جبريل مه يا براق! يحملك على هذا! فوالله ما ركبك قط أكرم على الله منه فاستحيا البراق وهدأت ثورته وسكن مكانه.
وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البراق فكان سيره غاية في السرعة والإنسياب، وقد ذكر أنه كان من سرعته ما يثير العجب حتى أنه يضع حافره في كل خطوة عند منتهى البصر، وكان دائما مستوي السير فلا يعلو ولا يهبط حتى إذا قابلته عقبة مرتفعة، قصرت رجلاه الأماميتان، وطالت الخلفيتان.. وإذا قابله واد منخفض طالت رجلاه الأماميتان وقصرت رجلتاه الخلفيتان..!!.. وهكذا توفرت للرحلة معجزات ما بعدها معجزات.
أما جبريل عليه السلام فكان يسير بجناحيه إلى جانب البراق مؤنسا ورفيقا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، كانت وجهتهما بيت المقدس حيث يوجد المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.
فيديو قد يعجبك: