لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عمره أكثر من 335 سنة.. مسجد "تربانة" المعلق آخر المساجد العثمانية في الإسكندرية

06:09 م الثلاثاء 05 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

تشتهر محافظة الإسكندرية بالكثير من الآثار الرومانية الفريدة، ولكن هناك أيضًا العديد من الآثار والمساجد الأثرية والتاريخية ذات القيمة الدينية والمعمارية التي لا يجاريها غيرها من الآثار.

وفي حي فرنسا أو ما كان يسمى بـ "الحي التركي" يوجد مسجد "تربانة" الذي يعد آخر المساجد العثمانية في محافظة الإسكندرية، وهو مسجد معلق يعود تاريخ بناءه إلى أكثر من 300 سنة، حيث بني في أواخر القرن 17 الميلادي، وتحديدًا عام 1684م.

أما من قام ببنائه فهو تاجر مغربي اسمه الحاج إبراهيم تربانة والذي كان من أشهر التجار الذين يعيشون في الإسكندرية، وكان له وكالة تجارية في نفس المنطقة، فبنى هذا المسجد على النظام العثماني الذي يسمى بـ "المُعلق" وهو نظام يقام فيه الصلاة في الدور العلوي الذي يصل إليه المصلين عن طريق سلم خارجي.

أما الدور الأرضي فتم تخصيصة كمحلات تجارية على هيئة وقف يتم منه الإنفاق على صيانة المسجد وترميمه وتوفير كافة احياجاته، وهذا النظام كان مشهور في منطقة الدلتا، وخاصة مدينة رشيد وفوه.

ومسجد "تربانة" المعلق استخدمت في بنائه مواد ديكورية من الطوب المنجور، وهو عبارة عن طوب صغير الحجم يكون بلونين الأحمر والأسود، يشكل أشكال زخرفية هندسية جميلة المنظر.

المسجد يتكون من قاعة للصلاة مستطيلة يبلغ مساحتها 350 مترًا، وتم تسقيفها بسقف خشبي مزين بزخارف ملونة، ويحمل هذا السقف أربعة صفوف مكونة من ثمان أعمدة رخامية، وتنتمي هذه الأعمدة إلى العصور الرومانية و اليونانية، وخصص جزء من هذه الصالة مصلى للسيدات، ويوجد على جانبي المدخل الرئيسيمسجد تربانة قاعدتين ذات شكل مربعي كلا منهم تحتوي على رمق من الخشب الخرط.

ومن المميز في المسجد أنه يوجد فيه عدد كبير من الأعمدة تعود إلى عصور تاريخية مختلفة قبل بناء المسجد، فهناك أعمدة يونانية ورومانية، كانت في مبان قديمة تهدمت أو فى الميادين العامة وتم استخدامها مرة أخرى في المباني التي أقيمت بالإسكندرية في العصور الإسلامية.

وللمسجد مئذنة بنيت على الطراز المملوكي على شكل شمعة ذات ضلوع بارزة، تنتهى بخوذة بصلية ملساء تخرج منها أطراف خشبية كانت لتعليق القناديل فى ذلك الزمان، كما أنها ترتكز على عمودين ضخمين من الجرانيت تزينها زخارف رومانية ويعلو العمودين قبو متقاطع يحمل المئذنة.

وعقب ثورة يناير بدأت أعمال ترميم وحفريات في المسجد أسفرت عن عدة اكتشافات مهمة، فكشفت أعمال الحفائر والترميم بالمسجد عن صهريج أثرى يرجع للعصر الإسلامي يقع أسفل المسجد مساحته تقترب من 100 متر مربع، وكان يستخدم في أعمال الطهارة والوضوء مما يعد كشفاً أثرياً مهماً حيث أنشئ خصيصاً لخدمة المكان، والصهريج يرجع عمره إلى ما يقرب من 326 سنة.

ليس ذلك فحسب بل تم العثور على 101 مخطوط إسلامي أثناء أعمال الترميم داخل دولاب خشبي أسفل السلم المؤدي إلى دكة المبلغ بإيوان الصلاة طبقاً لتقرير جهاز الإشراف الأثري بوزارة الآثار، وتم نقل القطع إلى حاصل رقم 10 بقلعة قايتباى بالإسكندرية، ونقل المخطوطات إلى مخزن آثار رشيد.

هذا بالإضاف إلى العثور على 61 قطعة من العملات الأثرية و9 قطع من الشبك الفخار غير مكتملة و3 قطع أخرى من الفخار الأبيض مختلفة الأحجام، و6 أجزاء من أطباق خزفية، و6 أوعية خزفية مختلفة الأحجام، وتم نقل جميع القطع إلى معمل الترميم الدقيق بالمسرح الروماني في كوم الدكة لترميمها، فضلاً عن العثور على 173 قطعة منها 158 قطعة معظمها من المسكوكات و5 أختام معدنية أثرية و10 غير كاملة من الشبك الفخار الأثري، وتم ترميمها جميعاً بمعرفة خبراء الترميم بوزارة الآثار.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان