بالصور والفيديو: "المسجد الكهف".. آية قرآنية ألهمت مصمّم أول مسجد صديق للبيئة

كتبت - سارة عبدالخالق:

البساطة والخشوع والهدوء والسكينة هم الأساس وراء بناء هذه التحفة المعمارية الفريدة من نوعها في القرن الحادي والعشرين.. وآية قرآنية عظيمة هي التي ألهمت مهندس هذا الصرح العظيم بإخراج هذه القطعة الفنية إلى النور، إنه مسجد "سانجاقلر جامع" أو كما يسميه البعض "المسجد الكهف" الذي يعد أحد أبرز مساجد مدينة إسطنبول يقع في الشمال الغربي.

استوحى المهندس المعماري التركي "أمره أروتال" فكرة بناء المسجد – الذي افتتح عام 2014 - من الآية القرآنية رقم 37 من سورة الإسراء : {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} - وفقا لوكالة الأناضول التركية - ، فجاء به ليكسر كل القوالب النمطية والمشاهد التقليدية المعروفة في بناء المساجد المليئة بالزخارف الإسلامية والإنشاءات الحديثة، فأصبح "المسجد الكهف" عنوانا للبساطة والهدوء حيث سعى مصممه إلى إبراز جوهر وروح وبساطة الإسلام.

ويستشعر زوار المسجد والمصلون فيه عندما تأخذهم أرض المسجد المنحنية إلى الدخول إليه كأنهم داخل كهف تحيطه مساحات خضراء واسعة تبعث في أنفسهم السكينة والهدوء بعيدة عن الزحام والضوضاء.

وحرص المصمم "أمره أروتال" على البساطة التي تجعل المسجد كأنه جزء من الطبيعة حيث تنقسم ساحة المسجد الداخلية إلى عدة مستويات وفي نهايتها جدار المحراب، و صمم بصورة تسمح بتخلل ضوء الشمس من أعلى بشكل عمودي، مما يساهم في جعل المسجد كأنه جزء من الطبيعة، وتم الاكتفاء في بناء المسجد بالأحجار البازلتية وأحجار الأردواز السوداء، وحرص مصممه على تجنب استخدام أية دهانات كيميائية لإضفاء جو روحاني على المسجد، كما أن الجدران الخارجية جاءت في هيئة تساعد على أن يشعر المصلي بأنه معزول عن العالم الخارجي في أجواء إيمانية خاشعة.

كما يبرز المسجد الأهمية التي يوليها الإسلام للبيئة، حيث حرص المصمم خلال عمليات البناء على عدم تعريض البيئة لأية أضرار – وفقا لما قاله إمام وخطيب المسجد "علي ألماجي" لوكالة الأناضول -.

ويأتي "المسجد الكهف" على مساحة 7 آلاف و400 متر، موزعة كالتالي: ألف و200 متر مربع مكان مغطى كحرم المسجد، وبقية المساحة فهي مخصصة للفناء والمئذنة وأماكن للوضوء، كما يضم المسجد مكتبة تحتوي على عدد كبير من الكتب.

يشار إلى أن المسجد حصد عدة جوائز منها جوائز عالمية.