هل يجوز قصر الصلاة قبل السفر مباشرة؟.. عالم أزهري يوضح شروط القصر الشرعية

كتب- علي شبل:

كشف الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، عن فتوى في قصر الصلاة للمسافر في بيته قبل أن يسافر، وذلك ردا على سؤال تلقاه من شخص يقول: نويت السفر من محل إقامتي القاهرة إلى الإسكندريه فدخل وقت صلاة الظهر وأنا أحزم أمتعة سفرى فصليت الظهر ركعتين ثم خرجت للسفر فقيل لي إن قصرك للصلاة قبل أن تسافر وانت في بيتك باطل فهل ما قيل لي صحيح؟.

وفي رده، أوضح العالم الأزهري أنه للتيسير في الشريعة الإسلامية مظاهر متعددة منها قصر الصلاة وجمعها بسبب السفر فيصلي المسافر الصلاة الرباعية ركعتين ويجمع بين الظهر والعصر إن شاء تقديما وإن شاء تأخيرا ويجمع كذلك بين المغرب والعشاء في وقت الأولى أو الثانية.

وأضاف عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أنه لكي يكون قصر الصلاة سفرا صحيحا لا بد من توافر عدة شروط منها:

- أن تبلغ مسافة القصر اربعة برد أي ١٦ فرسخا أي ٤٨ ميلا أي ٧٦ كليلو مترا تقريبا٠

- ومنها إذا نوى الإقامة فلكي يكون في حل من القصر أن يقيم أربعة أيام فأقل على الراجح٠

- ومنها ألا يصلي الجماعة في بلد السفر خلف إمامها المقيم فإذا صلى خلف إمام مقيم أتم صلاته أيا كان الجزء الذي أدركه مع الإمام.

وبخصوص واقعة السؤال يقول لاشين، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: مما يشترط لصحة قصر الصلاة على الراجح ألا يقصر وهو لا يزال متواجدا في بيته لما يخرج للسفر بعد بل لابد أن يبدأ القصر بعد خروجه من بيته ومفارقته أبنية الحي الذي يقيم فيه ، وبتعبير الفقهاء (أن يبدأ القصر بعد مجاوزته عامر قريته).

واستشهد بقول ابن قدامة في المغني: (ليس لمن نوى السفر القصر حتى يخرج من بيوت قريته، ويجعلها وراء ظهره ،وبهذا قال مالك ،والشافعي والأوزاعي ،وإسحاق ،وأبو ثور ،وحكي ذلك عن جماعة من التابعين).

والأدلة على ذلك أورد لاشين ما يلي:

1- قال الله تعالى :(وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ) فعلقت الآية القصر على ضربه في الأرض (أي على سفره بالفعل ،أما إذا كان لا يزال في بيته فليس بمسافر والقصر رخصة للمسافر ٠

2- أخرج البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبتدئ القصر إذا خرج من المدينة ٠

3- روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا ،وبذي الحليفة ركعتين ٠

4- الإجماع قال ابن المنذر :(( اجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن الذي يريد السفر أن يقصر الصلاة إذا خرج من ببوت القرية التي يخرج منها ))٠

ومن ثم إذا كان المسافر مقيما في الحي السابع مثلا فلا يقصر مادام لا يزال في محل إقامته فإذا خرج من الحي السابع إلى أحمد حلمي مثلا، أو عرب الترجمان او موقف عبود كان له أن يقصر ٠

وبناء عليه، يختم لاشين فتواه، قائلًا للذي قصر الصلاة في بيته قبل أن يغادر منازل محل إقامته إن قصرك للصلاة باطل وعليك أن تعيد صلاة الظهر تامة غير مقصورة.. والله أعلم.

اقرأ أيضًا:

علي جمعة يوضح المراد من قول النبي "العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر"

سنة أم بدعة؟.. أستاذ بالأزهر يوضح حكم القيام عند مرور الجنازة

هل المصحف بطريقة برايل يأخذ نفس أحكام القرآن الكريم؟.. المفتي يوضح