هل هي بدعة؟.. أستاذ بالأزهر يوضح حكم التهنئة بقدوم السنة الهجرية
كتب- محمد قادوس:
"ما حكم التهنئة بقدوم السنة الهجرية.. علمًا بأن البعض يقول بأن هذا الأمر هو من باب الخطأ الكبير، وهذا القول -سنة هجرية سعيدة- من البدع المستحدثة. وهذا الأمر لم يكن على عهد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم "؟.. سؤال تلقاه مصراوي وعرضه على الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، الذي أوضح أن العبادات الأصل فيها المنع، حتى يقوم دليل ٌعلى الأمر، بعكس المعاملات إذ الأصل فيها الإباحة حتى يقوم دليل على التحريم.
وقال عضو هيئة التدريس: كوني أرجو للناس حصول خير بقولي: "كل عام أنتم بخير". فما المانع هنا؟.. فلا تعلق القول بصلاة تسمى صلاة السنة الهجرية، ولا بحج جديد غير الحج الذي نعرفه، ولا زدنا ركنًا جديدًا على أركان العقيدة؟!.
وأضاف الأزهري في رده لمصراوي، أنه إذا جوزتم التهنئة بقدوم شهر رمضان، فيلزمكم القول بجواز التهنئة بالسنة الهجرية فإنها هي التي حوت الشهر الفضيل، فالدعاء بالخير للغير وتمني ذلك أمر ممدوح ليس محرمًا.
قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في رسالته (وصول الأماني بأصول التهاني) الجزء الأول، الصفحة: ٨٣: "فقد كثر السؤال عن ما هكذا كتبت اعتاده الناس من التهنئة بالعيد والعام والشهر والولايات ونحو ذلك، هل له أصلٌ في السنة؟ فجمعت هذا الجزء في ذلك:
قال القمولي في (الجواهر): لم أر لأصحابنا كلامًا في التهنئة بالعيدين والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، ورأيت فيما نقل من فوائد الشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري أن الحافظ أبا الحسن المقدسي سئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين: أهو بدعة أم لا؟، قال: والذي أراه أنه مباح، ليس بسنة، ولا بدعة، (انتهى كلام أبي الحسن المقدسي)، ونقله الشرف الغزي في شرح المنهاج، ولم يزد عليه".
وهذه التهنئة من باب العرف.
قال الإمام القرطبي رضي الله عنه: "العُرف والمعروف والعارفة: كلُّ خَصلة حسنة ترتضيها العقول، وتطمئن إليها النفوس".
واكد الأزهري أنه طالما كان العرف لا يخالف نصًا شرعيًا ولا يحل حرامًا ولا يحرم حلالًا كان حجة وحكمًا علىٰ المخالف، فلا شيء في ذلك، ومن ثم كان التهنئة جائزة فلم تحرم حلالًا ولم تحل حرامًا، ولم تخالف نصًا شرعيًا.
فيديو قد يعجبك: