باحث بالأزهر يوضح معنى آية "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا" (خاص)
كتب- محمد قادوس:
ما معني الآية الكريمة التي ذكرت في سورة الفرقان في قوله تعالى "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا؟".. سؤال تلقاه مصراوي وطرحه على الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف، الذي أوضح بأن الدعاء نعمة أنعم الله بها على عباده، لذا كان القرآن الكريم والنبي الأمين- صلى الله عليه وسلم- يُعلمان المسلمين جوامع الدعاء، مستشهدا في ذلك بحديث ورد عن أبو هريرة:" كان رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يتعوذُ من أربعٍ من عذابِ جهنمَ وعذابِ القبرِ وفتنةِ المحيا والمماتِ وفتنةِ الدجالِ.
وأضاف سلامة، في رده لمصراوي بأن المتابع للقرآن الكريم يجد فيه عددا كبيرا من جوامع الدعاء، منها ما في آخر سورة الفرقان من دعوات طيبات، ينبغي على المسلم ألا يفطر عنها، ومن هذه الدعوات ما ورد في آخر سورة آل عمران وما ورد في آخر سورة الفرقان ومنه قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) (الفرقان:٦٥).
وأوضح الباحث الشرعي أن معنى الذين يقولون ربنا أبعد عنا عذابك وعقابك، فإننا لا نستطيع تحمل النار وألمها وإحراقها وعذابها.
ومعني:" إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا"، أن عذاب جهنم كان دائما ملازما لمن دخلها من الكافرين غير مفارق لهم ولا يخفف عنهم ما داموا فيها وهو عذاب شديد مهلك. ومنه قولهم: رجل مُغْرم, من الغُرْم والدَّين. ومنه قيل للغريم غَريم لأنه يطالب الطرف الآخر بحقه ويلح عليه ولا يتركه أبدا حتى يحصل على ما يريد.
ولذا نسمع من بعض الناس قوله فلان مغرم بالنساء إذا كان مولع بهن لا يترك الإعجاب بهن، وفلان مغرَم بفلان: إذا لم يصبر عنه; ومنه قول بشر بن أبي خازم:
وَيــوْمَ النِّســارِ وَيَــوْمَ الجِفــا
رِ كَــانَ عِقَابًــا وَكَــانَ غَرَامـا
هذا والله تعالى أعلم
فيديو قد يعجبك: