إعلان

قبل افتتاحه غدًا..."الحسين في قلوب محبيه" قصة بشرى بـ "الولد" وإذن الزيارة

07:50 م الجمعة 01 أبريل 2022

مسجد الحسين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا"...تتعلق قلوب المسلمين خاصة المصريين بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما لهم من فضل، وضمت مصر آل البيت في سنوات طويلة، فرارًا من الاضطهاد، وحبًا للآل الكرام، ويعد مسجد الحسين رضي الله عنه من أبرز معالم القاهرة التاريخية..ومن أهم الأماكن التي يتعلق بها قلوب محبي آل البيت رضي الله عنهم، وعلى الرغم من إجراء العديد من الإصلاحات عليه مؤخرًا إلا ان وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أعلن أن غدًا سيتم افتتاحه لتقام فيه صلاة الجمعة لأول أيام رمضان...ولمسجد الحسين مكانة خاصة في قلوب محبيه يرونها لنا في السطور التالية..

رؤيا وبشرى وسند

بدأت علاقة الدكتور محمد مختار صالح، استشاري الصحة النفسية، بالحسين منذ سنوات طويلة، فأباه وجده رزقوا حفظ القرآن الكريم وعلاقتهم بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت هي علاقة محبة وود، واتباع الأمر الذي أوصى الله به :" قل لا أسألكم عليه من أجر إلا المودة في القربى"، ويروي مختار صالح أن والدته قد أنجبت قبله ثلاثة أبناء، ولكنها رأت رؤية من طرف سيدنا الحسين أنها سترزق بمولود ذكر، وبالفعل أنجبته.

"بناء عليه احنا موجودين في شارع المعز لدين الله" يسكن مختار صالح في منزل يطل مباشرة على مسجد سيدنا الحسين، فنشأ وسط أسرة ذات تعلق كبير بالحسين، ووهبه أباه وأمه للأزهر، وكان أبواه يصطحباه دائمًا إلى سيدنا الحسين، فكان هناك أرتباط نفسي كبير بينه وبين المسجد وبين آل البيت، "أحب الله من أحب حسينًأ..فالحمد لله كان لنا شرف المحبة دي".

مولد قدوم الحسين هو من أهم مواسم الحب، يقول مختار صالح عن مولد الحسين، إذ يتوافد الكثير من الزوار في رحاب المسجد من قرى وبلاد كثيرة محبة في الحسين "المولد بيبقى زي فرح كبير كده" يقول مختار كيف أجاب على احد الاجانب الذين انبهروا بما رأوه في مولد الحسين، قائلًا لهم أنه احتفال بالنسبة لنا بسبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي رمضان كان يحضر مختار صالح دروس الشيخ الشعراوي التي يلقيها في الحسين، وكانت صلاة التراويح وصلاة الفجر التي يقيمها الشيخ أحمد فرحات أحد علامات رمضان في حياته.

"مفيش عادة معينة في الزيارة"، يقول مختار أنه يتبع العادات الوسطية فلا يبالغ من فرط الحب كما يفعل البعض، فهو يذهب للزيارة كل يوم أحيانًا، وأحيانًا في أيام مخصصة، حسب طبيعة عمله وظروفه، "لكن سيدنا الحسين في القلب..النشأة والحكاية مبقتش ارتباط في مكان بس"، بل أصبحت العلاقة راحة نفسية وشعور بالدعم والسند من أحد آل البيت في حالة من الونس والأنس، يصف مختار علاقته وأسرته بالمسجد، فحتى إن لم يدخلوا في رحاب المسجد يقرأون الفاتحة ويسلمون على آل بيت سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.

أما عملية الأغلاق هذا العام فقد تنبأ مختار بافتتاح المسجد في رمضان، فيقول أنه على الرغم من عدم الاعتياد على إغلاقه فهو يرى أن فيها مصلحة، فهي خطوة هامة جدًا لان الميدان كان يحتاج تطوير كبير حتى لا تغيب عنه المسألة الروحية، فيقول أن التطوير فيه زيادة لمساحة المسجد ليستقبل الناس القادمة للصلاة، بدلًا من السهر لتغلب عليه الناحية الروحية أكثر، قائلًا أن التطوير الكبير في المسجد يثير إعجابه "كل يوم بتابع وسعيد جدًا بالتطوير دا ومتوقع أنهم يفتحوا في رمضان".

"الزيارة بإذن من صاحب المقام"

أول مرة زارت رضوى المحمدي الحسين كانت صغيرة جدًا مع أبيها حيث كان معتادًا على أن يصلي الفجر في الحسين، ويجلس على "الفشاوي" ولم يكن له ارتباط روحي كبير بالمكان، لكن ارتباطي بالمكان كان روحانيًا أكثر منه قليلًا..

كانت رضوى تزور الحسين بشكل طبيعي في البداية وتحب الصلاة فيه والدعاء، ولكنها بعد ذلك انتسبت إلى إحدى الطرق الصوفية وهي الطريقة القدرية، فتعلقت أكثر بالمكان، وأخذت علاقتها بالحسين شكلًا آخر، وأصبح جزءًا من حياتها، فتروي رضوى أن الطرق الصوفية لا تعظم هذه الأماكن كما يظن البعض ولكنها تراها "مبروكة"، فالتصوف يجرد صاحبه من الدنيا تدريجيًا، وتجعله يتعامل مع ما حوله بطريقة أكثر صفاء، "لما دخلت الطرق فهمت الناس دي بتعمل كدا ليه..حبًا وشوقًا" لتؤكد أن أصحابها يدركون تمامًا أنهم لا يعبدون أصحاب المقامات ولا يقدسونهم حسبما يظن البعض ولكنهم يقفون فقط للدعاء، يدعون إلى الله في مكان يحبونه.

قبل الكورونا كان حضور مولد الحسين صعبًا، فمولد الحسين يأتي إليه الناس من كل الأنحاء قبله بأسبوع، "في ناس بتبات في الشارع ومعندهمش مشكلة"، وكانت الساحات المحيطة بالمسجد مثل ساحة الإدريسي أو العربي، تقدم للحضور الطعام، لكن بعد الكورونا كانت الأمور مختلفة، فالساحات شبه خالية والمسجد لا يدخله أحد، ولكنها كانت تذهب هناك وتقف عند "باب السر" أو عند باب دخول السيدات من الخارج وتدعو، "في هدوء ورهبة" وقالت أن كثير من مشايخ الطرق والمداحين يقفون أمام هذا الباب، وحتى من غير المصريين، كانت رضوى تحضر درس الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والذي كان يلقيه في مسجد سيدنا الحسين، ولكنه توقف منذ بداية كورونا،

"الزيارة بإذن من صاحب المقام" تقول رضوى أن الناس لا تدرك أن صاحب المقام هو من يأذن لهم بالزيارة، وتروي رضوى أنها كانت دائمًا تذهب إلى هناك يوم الأربع ولا تعرف ما السبب، لكنها تجد نفسها دائما تذهب إلى هناك في هذا اليوم، وتحديدًا بعد الحادية عشر ليلًا، تهدأ الطرقات المحيطة بالمسجد، ويخف الزحام فتستطيع رضوى زيارة المسجد.

في رمضان الوضع يختلف، فتحرص رضوى على صلاة أول ليلة في الحسين، وحين كان يتعذر الامر عليها كانت رضوى تصلي بالأزهر ثم تذهب إلى الحسين وتمكث هناك فترة طويلة تمتد أحيانًا إلى الفجر مع عائلتها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان