إعلان

"النبي تكلم 7 لغات".. ثلاث شبهات حول النبي يرد عليها المفتي السابق

04:01 م الخميس 13 يناير 2022

شبهات وردود حول النبي

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتبت – آمال سامي:

أثير العديد من الشبهات حول الرسول صلى الله عليه وسلم منذ بداية نبوته وحتى يومنا هذا، وقد تصدى العلماء على مدار التاريخ الإسلامي للرد على هذه الشبهات، ومؤخرًا نشرت صفحة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، فيديو يرد فيه على أحد هذه الادعاءات، وهو معرفة النبي وتكلمه بـ 7 لغات.. وفي السطور التالية نستعرض أبرز الشبهات حول النبي صلى الله عليه وسلم التي رد عليها جمعة..

هل تكلم النبي 7 لغات؟

"هناك فيديوهات منتشرة يذكر فيها أن سيدنا النبي ﷺ لم يكن أمياً بل كان يعرف 7 لغات فما حقيقة هذا الكلام ؟" هكذا سئل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في إحدى حلقات برنامجه "والله أعلم" المذاع على قناة سي بي سي مصر الفضائية، ليجيب واصفًا من يقولون مثل ذلك: "أولئك الذين يفترون على الله ورسوله والقرآن والسنة".

وأشار جمعة إلى أن قضية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف سبع لغات هي من كلام الملاحدة، وقالوا "يمكن كان يعرف"، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكتب ولم يكن يقرأ، فيقول تعالى: "وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ"، فحين قيل له اقرأ باسم ربك الذي خلق قال ما أنا بقارئ، ويؤكد جمعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن كاتبًا ولا قارئًا ولكن كان نبيًا أميًا، وكان ما جاء بعد ذلك فضل من الله ووحي من الله اصطفى به الله سبحانه وتعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعله أسوة للعالمين وقال عنه: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا".

قصة "الغرانيق" وهل وافق النبي كفار قريش يومها؟

أكد الدكتور علي جمعة أن قصة الغرانيق قصة صحيحة، إذ قد رواها الطبري في تفسيره لسورة النجم، وتدور تلك القصة حول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو سورة النجم عند الكعبة والمهاجرين من الصحابة في الحبشة في الهجرة الأولى، حتى وصل إلى قوله تعالى: "ومناة الثالثة الأخرى"، فصوت الشيطان بصوت عال سمعه المشركون وظنوا أنه جزء من القرآن الذي يتلوه النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعوه يقول: "تلك هي الغرانيق العلا، وإن شافعتهن لترتجى"، ويؤكد جمعة أنها كلمات قالها أبليس فأحدث بها تشويشًا وسمعها المشركون، وقالوا حينها أن محمد بدأ يقرب منهم، وقال على أصنامهم تلك هي الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى.

وقال جمعة إن المشركين استقبلوا هذه الكلمات بسعادة بدعوى أن النبي وافقهم، إلى درجة أنهم سجدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين سجد، ويقول جمعة إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف ما حدث لأنه كان منشغلًا بالتلاوة، وأشيع الخبر، حتى وصل إلى الحبشة، فرجع بعض المهاجرين فرحين ظانين أن هناك اتفاقا حدث مع قريش، ويقول جمعة إن هذا الرجوع كان سببًا في الهجرة الثانية إلى الحبشة، إذ إن المهاجرين حين عادوا أدركوا أنه لم يتغير شيء، فحين قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قد مجد أصنامهم وقال إن شفاعتهن ترتجى، أجابهم بأن هذا كلام فارغ ولم يقله أساسا، وبقيت الأوضاع كما هي عليه وعاد المهاجرون مجددًا إلى الحبشة.

وأشار جمعة إلى أهمية هذه القصة، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول من رآني في المنام فقد رآني حقًا، فنستفيد منها أن المحفوظ هو الصورة الشريفة بسيدنا النبي وليس الكلام، فإذا حين يرى أحد النبي فقد رآه حقًا، لكن إن قال أذهب إلى فلان الفلاني واسمه كذا كذا، وتسمع كلامه، فيقوم من النوم ويذهب إلى ذلك الشخص فيقول له أنا ربنا، فلا يصدقه بدعوى أن النبي قال له ذلك، فيقول ابن حجر والامام النووي عن هذا الامر: "والمحفوظ الصورة...فقال من رآني ولم يقل من سمعني"، مؤكدًا أن في استطاعة الشيطان أن يلقي هذا الصوت فقد ألقاه في قصة الغرانيق، "ليها فايدة وفايدتها حفظ العباد في طريق الله من الضلال".

تصرفات النبي ليست من الدين!

أثار الدكتور سعد الدين الهلالي قضية بشرية أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ أكد أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم لا حجة لها في الدين، ليرد الدكتور علي جمعة في لقائه ببرنامج "من مصر" قائلًا: "بل هي الدين نفسه بنص القرآن لأن القرآن هو الذي قال لنا فاتبعوه، وهو الذي قال: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ".

وقال جمعة إن المسلمين تدبروا في كتاب الله عز وجل وما فيه من أوامر ونواهي وتوجيه وإرشاد ووجدوا قوله تعالى في سورة الأحزاب: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"، أي في رسول الله لا في كلام رسول الله أو في أفعاله فقط، يقول جمعة مؤكدًا أن التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم يكون في كل شيء، "في منامه ويقظته وحربه وحياته ولبسه وتجارته وتعليمه وفتواه وقضائه وكل منا مهما كان سيجد في رسول الله صلى الله عليه وسلم برنامجا كاملًا لتلك الأسوة الحسنة التي أرادها الله وأحبها".

فيديو قد يعجبك: