"ما مددت رجلي نحو داره قط".. هكذا صاحب الإمام أبو حنيفة شيخه
كتبت – آمال سامي:
صاحب الإمام أبو حنيفة النعمان شيخه "حماد" رحمهما الله فكانت قصة صحبتهما من أجمل قصص الوفاء والإخلاص بين التلميذ ومعلمه، إذ أعطى أبو حنيفة معلمه كامل انتباهه وتركيزه ووقته حتى يستوعب علمه وفقهه، حتى تجاوز أقرانه وسابقيه في حلقة الشيخ، وأدناه منه، فجعله في صدر حلقته.
يروي وهبي سليمان في كتابه "أبو حنيفة النعمان...إمام الأئمة الفقهاء" كيف كان أبو حنيفة رحمه الله يعامل شيخه، فكان أدبه معه موضع إعجاب، إذ كان يقصده في بيته، وينتظره عند الباب حتى يخرج لصلاته وحاجته، فيسأله ويصحبه، وكان إذا احتاج شيخه لشيء يقوم هو به ويخدمه، وكان إذا صلى دعا لحماد مع والديه.
وبعد ثمانية عشر عامًا، توفي حماد رحمه الله، ليتفق أصحابه أن يخلفه تلميذه أبو حنيفة في الدرس، ويروى عن عاتكة أخت حماد أنها قالت: كان النعمان ببابنا يندف قطننا ويشتري لبننا وبقلنا وما أشبه ذلك، فكان إذا جاءه الرجل يسأله عن المسألة، قال له: ما مسألتك؟ قال: كذا وكذا، قال: الجواب فيها كذا ثم يقول : على رسلك فيدخل إلى حماد فيقول له: جاء رجل فسأل عن كذا وكذا فأجبته بكذا، فما تقول أنت؟ فيروي له حماد رأيه، فيقول أبو حنيفة: فأروي عنك؟ فيقول نعم.
وكان أبو حنيفة رضي الله عنه يقول: ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لاستغفر لمن تعلمت منه علمًا أو علمته علمًا، ويروى عنه أيضًا أنه قال: ما مددت رجلي نحو دار حماد إجلالًا له، وكان بين داري وداره سبع سكك.
فيديو قد يعجبك: