"ليه يا رب أنا معملتش حاجة".. وعالم أزهري: لا يجوز مراجعة الله والسخط من عطاياه
كتبت - سماح محمد:
طرح محمد الديسطي، عضو المركز الإعلامي للأزهر الشريف، سؤالًا على الدكتور فتحي عثمان الفقي - أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر - يقول: "يجزع البعض ويغضب على الله ويقول ليه يبتليني الله فى فقد اولادي أو المال أو الزوجة أو الصحة وانا معملتش حاجة وحشة فى حد، وكذلك لو حد جاله كورونا بيقول اشمعنا انا يا رب؟ فما حكم الشرع فى ذلك؟".
فأجاب الفقي، خلال البث المباشر للصفحة الرسمية للأزهر الشريف على فيسبوك، أنه إذا جاء الزلزال أو البركان أو الإعصار فتأخذ معها الشيوخ والأطفال والعصاة والمؤمنين؛ فما ذنب هؤلاء الذين صرعوا فى هذا البلاء، ذاكرا ما ورد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «مهلا عن الله مهلا، لولا شباب خشع، وشيوخ ركع، وأطفال رضع، وبهائم رتع، لصب عليكم العذاب صبا».
وتابع عضو لجنة الفتوى موضحا تفسير العلماء للحديث السابق، فإذا قلنا ما ذنب الشيوخ يقال إنه ابتلاء لاختبار قدر إيمانهم بالله والصبر على البلاء، وعن الأطفال فهم فى الآخرة ذخراً لآبائهم فى الجنة، وعن العصاة فهذه عقوبة لهم من الله على عصيانهم.
وأكد الفقي ما سبق بقول الله تعالى في أول سورة العنكبوت {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}، وكذلك أكد الحديث الشريف عنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه.. متفقٌ عَلَيهِ.
وأوضح فضيلته أن الحياة لا تخلو من البلاء، وعلى أي حال تلقى البلاء فأنت الذي تحدد المكان الذي تحب أن تكون فيه مسلما صابرا محتسبا، أم عاصيا ناقما، ولهذا فعلينا جميعا الصبر والاحتساب والتضرع والانكسار إلى الله بالدعاء، لما جاء بالحديث الشريف أن النبي ﷺ قال: (من نوقش الحساب عذب) فقالت عائشة: (أو ليس يقول الله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}– فقال: إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك)، وعلى هذا فلا يجوز شرعًا مراجعة الله والسخط من عطاياه
اقرأ أيضاً..
- بالفيديو| عمرو خالد يوضح دعاء الشدائد.. لقضاء الحوائج ورفع البلاء
- إذا عمّ البلاء واستمر الدعاء.. نصيحة من مستشار المفتي: انشغل بهذا الأمر
فيديو قد يعجبك: