لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في يوم القضاء المصري: 4 من أبرز القضاة في تاريخ الإسلام.. عيّن أولهم عمر بن الخطاب

05:40 م الأحد 03 أكتوبر 2021

علماء مسلمين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

وافق أمس السبت، يوم القضاء المصري، وللمسلمين باع طويل في القضاء، إذ اشتهر تاريخيًا عدة قضاة مسلمين على مدار التاريخ الإسلامي، لكن كيف بدأت حكاية القضاء في الإسلام؟

جاء الإسلام وكان العرب يولون شيخ قبيلتهم القضاء، فيحكم بينهم مستندًا للعرف والتقاليد السائدة حينها، وكان أشهر قضاة العرب قديما أكثم بن صيفي، ومع ظهور الإسلام كان النبي صلى الله عليه وسلم أول من قضى، ثم أذن لبعض أصحابه بالقضاء، وأناب بعضهم عنه في بعض البلاد، وظل الأمر كذلك في خلافة أبي بكر الصديق، وحين جاء عمر، كان أول من عين القضاة في الإسلام، فتولى في عهده أبو الدرداء قضاء المدينة المنورة ثم دمشق، وأبو موسى الأشعري قضاء البصرة، وأبا أمية شريح بن الحارث قضاء الكوفة، وغيرهم.

وتطور منصب القاضي عبر التاريخ الإسلامي، إذ ظهر في العهد الأموي منصب صاحب المظالم، في عهد عبد الملك بن مروان ليحل المشكلات التي يعجز القاضي عن حلها، أما في العصر العباسي، فنظم هارون الرشيد القضاء وأنشأ منصب قاضي القضاة لأول مرة في الإسلام ليتولاه القاضي أبو يوسف ليطبق مذهب أستاذه أبو حنيفة في القضاء، ومع تدهور الدولة ظهر ما يسمى بـ قاضي الجماعة في الأندلس، وكذلك في عدد من الممالك الصغيرة والمغرب العربي...وفي السطور التالية نستعرض سيرة أبرز القضاة في التاريخ الإسلامي..

أبو الدرداء قاضيًا

كان أبو الدرداء رضي الله عنه أول من تولى منصب القضاء في الإسلام في عهد عمر بن الخطاب، وهو عويمر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، واختلف في اسمه فقيل عامر ومالك وزيد، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حكيم أمتي عويمر"، وعرف ابو الدرداء رضي الله عنه بين الصحابة بالحكمة والتعقل، وكانت عبادته المفضلة التدبر، فكان مذهبه في القضاء العقل والحكمة، فيروي الذهبي عن يحيى بن سعيد ، قال : كان أبو الدرداء ، إذا قضى بين اثنين ، ثم أدبرا عنه ، نظر إليهما ، فقال : ارجعا إلي ، أعيدا علي قضيتكما.

شريح القاضي.. الذي حكم بين علي بن أبي طالب ورجل نصراني

تولى شريح القضاء في عهد عمر بن الخطاب بداية، وكان ثقة في الحديث وروي عن قضاءه العديد من القصص لعل أبرزها ما دار بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأحد النصارى، إذ تنازعا على درع، فاحتكما لشريح، فقال علي: "يا شريح هذا الدرع درعي، لم أبع، ولم أهب".

- فقال شريح للنصراني: "ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين؟".

- فقال النصراني: ما الدرع إلا درعي، وما أمير المؤمنين عندي بكاذب.

- فالتفت شريح إلى سيدنا علي رضي الله عنه وقال: "يا أمير المؤمنين، هل من بينة؟".

- فقال عليٌّ رضي الله عنه: "ما لي بينة"، فحكم شريح القاضي بالدرع للنصراني.

- فقال النصراني متعجِّبًا: "أمير المؤمنين قدَّمني إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه!".

- فأسلم وقال: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أّنَّ محمدًا عبده ورسوله، الدرع والله درعك يا أمير المؤمنين"

توفي شريح القاضي بالكوفة وقد أختلف كثيرًا في تاريخ وفاته وفي عمره حينها، لكنها كلها تدور ما بين سبعينات وتسعينات القرن الأول الهجري.

إياس بن معاوية... قاضي عمر بن عبد العزيز

هو قاضي البصرة، إياس بن معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني، اشتهر بالذكاء والفراسة قال عنه الجاحظ: إياس من مفاخر مضر ومن مقدمي القضاة، كان صادق الحدس، نقابًا، عجيب الفراسة، ملهمًا وجيهًا عند الخلفاء، وكان يضرب به المثل في الذكاء، فيقول أبو تمام: في حلم أحنف في ذكاء إياس، في إحدى قصائده المدحية، وروى الياس الحديث عن أبيه وعن أنس بن مالك وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز، وروى عنه مسلم وابن ماجة، وكان من أفقه أهل البصرة، ومن دلالات ذكاءه وفطنته أنه حين تولى القضاء تحاكم إليه رجلان في مال، فجحد المدعى عليه، فقال إياس للمدعي: أين دفعت إليه المال؟ قال المدعي: عند شجرة في بستان، فقال له إياس: اذهب إلى تلك الشجرة لعلك تتذكر المال، فذهب الرجل المدعي، وأمسك إياس المدعي عليه عنده، ثم سأله بعد ساعة: أترى خصمك وصل إلى تلك الشجرة؟ قال: نعم، فقال إياس: يا عدو الله يا خائن، قم وأدِ إليه ماله، فأقر المدعي عليه بالمال، توفي ابن إياس عام 121هـ.

أبو يوسف.. قاضي القضاة

هو الإمام المجتهد العلامة المحدث قاضي القضاة أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حبيش بن سعد بن بجير بن معاوية الأنصاري الكوفي، وهو تلميذ عطاء بن السائب وأبي حنيفة وحجاج بن أرطاة والأعمش، وهو شيخ يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وأسد بن الفرات وأحمد بن منيع وغيرهم، وعلى الرغم من أن أبيه كان له محل صغير إلا أنه كان فقيرًا، فكان أبو حنيفة ينفق عليه الدراهم خشية أن يترك مجلسه بسبب فقره كما يروي الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء، فيروي أبو يوسف فضل أبو حنيفة عليه قائلًا: كنت أطلب العلم وأنا مقل ، فجاء أبي فقال : يا بني لا تمدن رجلك مع أبي حنيفة ، فأنت محتاج ، فآثرت طاعة أبي ، فأعطاني أبو حنيفة مائة درهم ، وقال : الزم الحلقة ، فإذا نفذت هذه ، فأعلمني . ثم بعد أيام أعطاني مائة.

ويشهد العلماء لأبي يوسف بالصدق والورع، فيقول ابن المديني: ما أخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحجر وكان صدوقًا، وكان قد بلغ من العلم مبلغًا كبيرًا فقدره الخليفة هارون الرشيد وولاه منصب قاضي القضاة، ويروى عنه أنه دعا عند وفاته قائلًا: " اللهم إنك تعلم أنني لم أجر في حكم حكمت فيه بين اثنين من عبادك تعمدًا، وقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك، وكلما أشكل علي أمر جعلت أبا حنيفة بيني وبينك"، توفي أبو يوسف عام 182 هـ.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان