نعاه المفتي السابق.. "عبد الباسط هاشم" كيف ولد من رحم اليتم والعمى شيخًا جليلًا؟
كتبت – آمال سامي:
توفي أمس الشيخ عبد الباسط هاشم، أحد قراء القرآن الكريم المتقنين العلماء، ونعاه صباح اليوم الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك قائلًا: " إنا لله وإنا إليه راجعون، توفى العالم القارئ المتقن فضيلة الشيخ عبدالباسط هاشم، رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ورزق أهله وذويه وطلابه الصبر والسلوان" فمن هو؟
هو أحد المقرئين العلماء الذي عانى في طفولته من فقد والديه ثم فقد بصره، اسمه الحقيقي عبد الباسط حامد محمد لكنه اشتهر بـ "عبد الباسط هاشم"، وسمي بذلك نسبة لمربيه "هاشم محمد علي الأسيوطي" بعد وفاة أبيه ، حيث ولد عبد الباسط حوالي عام 1942م بقرية شبراباص بمركز شبين الكوم بالمنوفية، وتوفى والده قبل ولادته، وبعد ولادته بأيام قليلة لحقت به والدته، وأصبح الطفل الوليد يتيم الأب والأم.
في الخامسة من عمره أصابه مرض تسبب في فقدانه للبصر، فلم يتم علاجه بشكل صحيح، بل وضع "الجاز" في عينيه ظنًا من البعض أنه يشفيه، حسبما ذكر عبد الباسط في أحد لقاءاته التلفزيونية، سافر عبد الباسط بعد ذلك مع شقيقته زينب إلى الإسكندرية، التي تزوجت من رجل يعمل هناك، لكنه كان يعامل عبد الباسط معاملة سيئة فهرب إلى القاهرة ليلتقي بمربيه "هاشم محمد علي الصعيدي الأسيوطي" الذي بدأ معه رحلة حفظ القرآن حسبما يقول الشيخ في أحد لقاءاته على قناة السلام.
حفظ عبد الباسط القرآن الكريم كاملًا وعمره ثمانية أعوام، ثم أرسله مربيه "هاشم" إلى أسيوط ليتعلم على يد الشيخ أحمد عبد الغني عبد الرحيم، ليتعجب الطفل الصغير من اسئلة شيخه الذي لم يطلب منه أن يقرأ عليه القرآن، بل سأله أولًا في الهجاء فلما عرف أنه لا يجيده، طلب منه أن يتعلمه أولًا، وبالفعل رحل عبد الباسط مع مربيه "هاشم" ليتعلم على يديه الهجاء في خمسة أشهر تقريبا وعاد للشيخ مرة أخرى الذي اختبره فيه وفي القرآن الكريم، ثم رفض أن يقرأه القرآن إلا بعد أن يقرأ متونًا في العقيدة والتوحيد، فقرأ عليه الخريدة والجوهرة وسلم الوصول والطحاوية والواسطية، يقول عبد الباسط معلقًا على ذلك انه كان لا يعرف ما علاقته بالمتون وبهذه الأمور: "أنا جاي احفظ القرآن واكره وامشي ولكن الشيخ موسوعي حاجة تانية"، بعد أن اتم متون العقيدة والتوحيد قال له شيخه: "أنت دلوقتي هتعرف توحد ربنا"، وجوّد القرآن عليه بعد ذلك في عام ونصف.
تعلم الشيخ عبد الباسط بعد ذلك القراءات السبع وحفظ متن الشاطبية وهو في الحادية عشرة من عمره وقرأها على شيخه أحمد عبد الغني عبد الرحيم، ليجيزه بها بعد ملازمته له خمس سنوات، قرأ فيها عدة متون منها موطأ الإمام مالك وبلوغ الأمنية في شرح اتحاف البرية وغيرهما.
سورة يونس بصوت الشيخ عبد الباسط هاشم
فيديو قد يعجبك: