علي جمعة: استماع الرسول لرأي الحباب بن المنذر في غزوة بدر كان لتعليم الأمة

كتبت - آمال سامي:

عبر فيديو نشر على قناته الرسمية على يوتيوب، تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، حول استماع الرسول صلى الله عليه وسلم لنصيحة الحباب بن المنذر في غزوة بدر وتغيير مكان عسكرة جيش المسلمين حينها، ورد جمعة على من يقولون أن معنى ذلك أن الرسول كان لا يعرف المكان الصحيح لعسكرة جيش المسلمين وأنه مثل آحاد الناس.

ويروي جمعة تلك الحادثة قائلًا أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر عسكر بجيشه قبل الماء فسأله الحباب بن المنذر هل هذا الحرب والمكيدة أم هو وحي من عند الله، فإذا كان وحي فيفعل الله ما يشاء، وإن كان الرأي والحرب والمكيدة فلنجعل الماء خلفنا حتى نحرمهم من هذا المدد ويكونوا في مشكلة حقيقية من نقص الماء، فكان رد النبي صلى الله عليه وسلم على الحباب: بل هي الحرب والمكيدة، ويروي جمعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الماء خلف الجيش فعلًا، أما قول بعض الناس أن ذلك دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم مثل باقي الناس هناك أمور يجهلها ولا يعرفها فهو ما ينفيه جمعة قائلًا ان الرسول كان يعرف المكان الصحيح، ولكنه كان مكلفًا بتعليم الأمة كيف يحاربون وكيف يفكرون وكيف يتشاورون وكيف يتصرف قائد الجيش والأفراد من اليقظة وبذل النصيحة.

يقول جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يدرب أصحابه على اليقظة والانتباه في ميدان الحرب وكذلك التشاور وبذل النصح وتقبله، فكان يعلم الموقع الصحيح ودليل ذلك أنه دلل على مصارع القوم قبل أن تدور الحرب، "فكيف يعرف مصارع القوم ولا يعرف اين سيعسكرون؟!" يتسائل جمعة منبهًا أنه لما اختار صلى الله عليه وسلم النزول في مكان آخر كان يختبر أصحابه وينبههم إلى اهمية اليقظة التي لابد أن يتشبع بها العسكري المجاهد في سبيل الله، فيفكر ويتدبر، "فيسمع القائد العظيم النصيحة حتى يعلم القادة على مر التاريخ أن يستمعوا إلى الخبراء وإلى أهل العلم، أما النبي فكان سيدهم وكان أعلمهم وأحكمهم بوحي الله له كشف له الحجب".