لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"اللهم استجب لسعد إذا دعاك".. من معجزات الرسول وكرامات الصحابة

02:50 م الثلاثاء 14 يوليو 2020

سعد بن ابي وقاص

كتبت- آمال سامي:

"اللهم استجب لسعد إذا دعاك" هكذا دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة ومن السابقين الأولين، وأحد الستة الذين ترك لهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد وفاته الحكم شورى بينهم، وتحققت فيه دعوته، فكان رضي الله عنه مستجاب الدعوة، وكلما دعا بشيء وقع بإذن الله.

ومن نماذج استجابة الله تعالى لدعوة سعد رضي الله عنه ما حدث مع أحد أهل الكوفة الذي زعم أنه لا يعدل ولا يقوم على أمر رعيته، فيروي في صحيح البخاري خبر ذلك إذ شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص لعمر رضي الله عنه، فعزله وعين بدلا منه عمارًا، فشكوا إليه حتى زعموا انه لا يحسن أن يصلي، فجاء عمر بن الخطاب بسعد بن أبي وقاص وقال له: يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لاَ تُحْسِنُ تُصَلِّي، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا، وَاللَّهِ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَخْرِمُ عَنْهَا. أُصَلِّي صَلاَةَ الْعِشَاءِ، فَأَرْكُدُ فِي اْلأُولَيَيْنِ، وَأُخِفُّ فِي اْلأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلاً أَوْ رِجَالاً إِلَى الْكُوفَةِ، فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ، وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلاَّ سَأَلَ عَنْهُ، وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ، يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ، قَالَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا، فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لاَ يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ. قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللَّهِ َلأَدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا، قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ. وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ، يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ الْكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ.

فكان الأعرابي يزعم أن سعدًا الا يخرج في السرايا التي يبعثها ولا يعدل في حكمه بين الناس ولا يساوي حين يقسم بينهم، يقول ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري في شرح هذا الحديث، أن الأعرابي نفى عن سعد الفضائل الثلاث وهي الشجاعة والعفة والحكمة، فقابلها سعد بمثلها وهي طول العمر وطول الفقر والوقوع في الفتن، ويقول ابن حجر أنه على الرغم من ان هذا الرجل تطاول على سعد واغضبه حتى دعا عليه وهو غاضب إلا أنه راعى العدل والإنصاف في الدعاء عليه، فعلقه على شرط أن يكون كاذبًا ودافعه في ذلك دنيويًا.

ليس هذا الموقف الوحيد، فيوم القادسية يروي الذهبي في سير أعلام النبلاء عن قبيصة بن جابر قال: قال ابن عم لنا يوم القادسية

ألم تر أن الله أنزل نصره ، وسعد بباب القادسية معصم

فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ، ونسوة سعد ليس فيهن أيم

فلما بلغ سعد ما قاله الرجل دعا قائلًا: "اللهم اقطع عني لسانه ويده" وبالفعل يروي قبيصة أن نشابة أصابت فاه فخرس ثم قطعت يده في القتال وكان في جسد سعد قروح فأخبر الناس بعذره عن شهود القتال.

وكان لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أطفالًا صغار وكان يتمنى ألا يموت حتى يبلغوا، فدعا الله بذلك، يقول الذهبي عن أبي لبيبة عن جده قال: قال دعا سعد بن أبي وقاص فقال يا رب بني صغار فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة.

وكان سعدًا رضي الله عنه آخر المهاجرين وفاة حسبما يذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء، حيث توفى سنة خمس وخمسين من الهجرة، وقيل سنة ست وخمسين وقيل سبع، وكان عمره 82 عامًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان