لقاء نادر| الشعراوي لأبطال أكتوبر عن الجهاد: أنا بالحرف وأنتم بالسيف
كتبت – آمال سامي:
كان لإمام الدعاة، الشيخ محمد متولي الشعراوي- رحمه الله- دور كبير في رفع الروح المعنوية للجنود في حرب أكتوبر المجيدة، فكانت له العديد من اللقاءات بهم والحوارات معهم، وبعض هذه اللقاءات المسجلة منها اللقاء التالي الذي سجلته شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات في تسجيل نادر لها، حيث كان الشعراوي في حديث مع ضباط وجنود القوات المسلحة في إحدى لقاءات الإعداد النفسي والمعنوي لهم، نبه خلاله أن على الجيش دائما ان يجمع بين قوة العقيدة الإيمانية وقوة الإعداد العسكري شارحًا المعنى الحقيقي للجهاد وكيف يجاهد كل فرد من موقعه ومكانه، فقال في بداية حديثه: "ما أسعدنى بهذا اللقاء، أسعد به سعادة تستشعر ثمرات ذلك اللقاء.. إننا جميعاً جنود الحق، أنا بالحرف، وأنتم بالسيف، وأنا بالكتاب وأنتم بالكتائب، وأنا باللسان وأنتم بالسنان وعدد الحق دائمًا لا تخرج عن هذين اللونين لأن الحق لا يصارع إلا باطلًا".
وأكد الشعراوي في حديثه أن الأصل الأصيل في الحفاظ على الأوطان هو الحفاظ على القيم الإيمانية، مؤكدًا أننا نغار على أوطاننا لا نغار على الأرض لأنها أرض، ولكن نغار عليها مخافة أن يستولي عليها مخافة من يفتننا في ديننا قائلًا: "الغيرة على القيم هي الأصل الأصيل في الإسلام، ولذا يجب ألا نغار على قيم إلا على قيم أنفسنا أولًا، فلا نعدل قيم الغير إلا إذا احترمتها أنا أولا"، مؤكدًا أن الجهاد في سبيل الله لا يقتصر فقط على من اغتصب الوطن، وإنما المسألة تتعلق بالقيم ذاتها، فإذا ضاعت في الوطن ولا مغير عليه ولا مستعمر له، فحق علينا الجهاد حينها، لأن القيم قد انهارت، وأشار الشعراوي إلى أن الأصل في الجهاد هو حماية القيم، وحماية الأوطان تابعة لحماية القيم، "فإذا رأينا قيمًا قد انهارت ونحن في أرضنا وأوطاننا فهو أمر يتطلب الجهاد، ولكن جهاد الكلمة، وهو الإقناع بالمعروف والتنفير من المنكر".
فيديو قد يعجبك: