لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سقوط مدينة "بخارى".. في ذكرى أولى مذابح المغول في بلاد الإسلام

05:42 م الإثنين 05 أغسطس 2019

مدينة بخارى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

استطاع جانكيز خان السيطرة على الصين وجزء من آسيا الوسطى على الحدود مع الدولة الخوارزمية المسلمة، فبدأ يفكر في غزو العالم الإسلامي وإسقاط الخلافة العباسية في العراق، فعلى الرغم من وجود اتفاق بين جانكيز خان والملك الخوارزمي "محمد بن خوارزم شاه" على حسن الجوار والسلم، إلا أنه ضرب به عرض الحائط فور استقرار الأوضاع له في الصين ومنغوليا، واتخذ جانيكز خان سببًا واهيًا في نقض هذا الاتفاق ليحقق اطماعه الاستعمارية، وكان هذا السبب هو اقدام حاكم مدينة أوترار الخوارزمية على الهجوم على قافلة منغولية في مدينة أترار، فكانت تلك الحجة التي أقدم بها جنكيز خان على غزو العالم الإسلامي.

حصار "بخارى"

في مثل هذا اليوم 4 من ذي الحجة أواخر عام 616 هـ هاجم جانكيز خان بجيشه الكبير مدينة "بخارى" ذات الحضارة التاريخية وصاحبة العلوم الإسلامية، وضرب حصارًا حولها، حيث نزل جنكيز خان بظاهرها وفرض عليها حصارًا محكمًا، وكانت القوة الإسلامية التي تدافع عنها تتكون من عشرين ألفًا من الجند الخوارزمي، وبعد ثلاثة أيام من المقاومة أصاب الجيش الوهن وتقهقر إلى خراسان محاولًا النجاة، فظل المغول يطاردون الجيش حتى نهر جيحون وأنزلوا به هزيمة منكرة ولم ينج من القتل إلا قلة قليلة، أما من بقى في المدينة شعروا بأن قواهم ضعفت وانتشر اليأس بينهم، وأرسلوا قاضي المدينة بدر الدين يعرض تسليم المدينة لجانكيز خان طالبًا منه الأمان، وفتحت أبوابها بالفعل أمام المغول ودخلها جانيكز خان بجنده في الرابع من زي الحجة عام 616 هـ ودخل إلى المسجد وصاح بجنده: "لقد قطع العلف اعط الخيل طعامًا"، في اشارة لجنده بأن ينهبوا المدينة ويستحلوها، يقول الصلابي في كتابه " ، وقد دهس المغول بخيولهم صناديق كثيرة تحتوي القرآن الكريم، وأحضروا الخمر إلى المسجد واخذوا يشربون ويطربون.

جانكيز خان يحذر أهل بخارى "إنني نقمة الله على الأرض"

امر جانكيز خان فجيء له بأكثر أهل المدينة ثراء، فقال: "إنني نقمة الله على الأرض، فإذا لم تكونوا مجرمين فإن الله ما كان يسمح لي بأن أعاقبكم" وطالبهم بكل أموالهم التي يكتنزونها ويدفنونها، اما ما ليس مدفونا فسوف يحصل عليه ، وحاصر المغول القلعة بداخل المدينة وقتلوا كل من فيها بعد دفاع من حاميتها الصغيرة دام 11 يومًا، وأمر جكنيز خان أن يخرج جميع السكان من المدينة مجردين من أموالهم، ودخل إليها المغول فقتلوا كل من صادفهم من السكان يقول ابن الأثير: "دخل الكفار البلد فنهبوه وقتلوا من وجدوا فيه...واقتسموا النساء أيضًا وأصبحت بخارى خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس"، بل اشار ابن كثير إلى ان العدد الذي قتله المغول هائل وانهم لم يكتفوا بالقتل بل "فعلوا مع النساء الفواحش في حضرة أهلهن، فمن الناس من قاتل دون حريمه حتى قتل، ومنهم من أسر فعذب". ولم يكتف المغول بذلك، ولكنهم اشغلوا النار في المدينة بأسرها فاحترقت مبانيها التي كان أغلبها من الخشب ورحل من بقى من اهلها إلى خراسان. كانت تلك المذبحة بداية لسلسلة من مذابح دموية ارتكبها المغول في غزوهم لبلاد العالم الإسلامي.

بخارى الآن هي عاصمة ولاية بخارى إحدى مدن دولة أوزبكستان، وهي دولة ذات أغلبية إسلامية تقع في وسط آسيا وعاصمتها طشقند، وينتسب إليها العالم والمحدث الكبير محمد بن اسماعيل البخاري صاحب كتاب صحيح البخاري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان