أستاذ شريعة: اتباع سُنة الاعتدال إحدى صفات عباد الرحمن
كتبت - سماح محمد:
قال الدكتور محمد قاسم المنسي - أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة - إن الإسراف في الإنفاق يعد مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يأمر بالاعتدال، لأن الموارد مهما كانت كثيرة تأخذ في النفاد مع سوء التصرف، لذا سنّ الإسلام ما يحفظ للناس ثرواتهم بالاعتدال فيكون السلوك القويم هو الابتعاد عن التبذير وعن التقتير.
وأضاف المنسي، في رده على سؤال من أحد متابعي برنامج "بريد الإسلام" المذاع عبر أثير إذاعة القرآن الكريم يقول: "رغم أن الإسلام يدعو إلى الاعتدال والاقتصاد إلا أن كثيرًا من المسلمين يفعلون عكس ذلك فينفقون في المواسم والمناسبات كشهر رمضان وغيره بإسراف فما الحكم؟"، قائلاً: حث الإسلام أتباعه على الاعتدال في كل الأمور، كما أن تعاليم الإسلام لم تغفل ما ينظم حياة الإنسان وأموره من مطعم ومشرب وملبس ومسكن وسائر ما يحتاج إليه في هذه الحياة، وشهر رمضان ليس شهر الإكثار من الطعام بل هو شهر الإكثار من الحسنات والطيبات وعمل القربات والطاعات التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع".
وتابع المنسي: إن من صفات عباد الرحمن اتباع سنة الاعتدال في الإنفاق على النعم، لقول الله سبحانه وتعالى "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا"، وقوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا}.
وكذلك أوضح أن المتدبر لآيات القرآن التي تتحدث عن الإنفاق يجد أنها تشن حربًا على الإسراف والمسرفين لما في الإسراف من إهدار للموارد واستنزاف وتضييع للثروات وضياع لحاضر الأمة ومستقبلها، ونجد النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الإسراف فى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُوا واشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ مَخْيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ ، فَإنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أنْ يَرى أَثَرَ نَعْمَتِهِ عَلَى عِبَادِهِ".
فيديو قد يعجبك: