لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مرج صفر" .. في ذكرى ثالث معارك فتح المسلمين للشام

03:56 م الخميس 21 فبراير 2019

تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

كانت فترة خلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه هي بداية التوسع في الفتوحات الإسلامية، فبعد حروب الردة التي حدثت في بداية عهد أبو بكر رضي الله عنه، بدأت بعض الصدامات بين دولة الإسلام والبيزنطيين.

كان الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأمل أن يفتح الشام فتحرك جيش المسلمين ليخوض عدة معارك مع الروم في الشام فازوا ببعضها، وخسروا في أخرى، لكن ما كان يميز الفتوحات الإسلامية وقتها هو السلمية، فقد كانت التعليمات لهم واضحة من قبل سيدنا أبو بكر بألا يقتلوا شيخًا ولا يخربوا ديارًا ولا يجبروا أحدًا على الإسلام ولا يتعرضوا لرهبان في أديرتهم أو كنائسهم، فكانوا يتعهدون لسكان الشام بحفظ ممتلكاتهم وتحريرهم من العبودية، وعدم التعرض لأديانهم أو دور عبادتهم، وجاءت ثمرة ذلك أن المسلمين نجحوا في دخول عدد من البلدان بشكل سلمي، ومنها بعلبك وشيزر وحماه وغيرها.

وفي مثل هذا اليوم يرصد مصراوي قصة معركة "مرج الصفر"، حيث وقعت في 16 جمادي الآخرة عام 13هـ، ورغم أن المسلمين لم ينتصروا فيها إلا أنها من المعارك المهمة في التاريخ الإسلامي وفي تاريخ الفتح العربي للشام على وجه الخصوص، فبعد هزيمة المسلمين فيها قرر الخليفة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يرسل بأربعة جيوش لفتح الشام.

وقعت معركة "مرج الصفر" بين الروم بقيادة ماهان والمسلمين بقيادة خالد بن سعيد بن العاص، وذلك في بدايات فتح المسلمين لبلاد الشام، حيث أخذ خالد طريقه لمرج الصفر للهجوم على الروم مما أدى بقائدهم ماهان إلى أن ينحدر بجيشه حتى يستدرج جيوش المسلمين التي اتجهت إلى جنوب البحر الميت ووصلت إلى مرج الصفر شرق بحيرة طبرية، واغتنم الروم على المسلمين الفرصة وأوقعوا بهم الهزيمة.

وصادف ماهان سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص قائد جيش المسلمين في كتيبة من العسكر فقتلهم وقتل سعيداً في مقدمتهم، وبلغ خالد مقتل ابنه ورأى نفسه قد أحيط به فخرج هارباً في كتيبة من أصحابه على ظهور الخيل وقد نجح عكرمة في سحب بقية الجيش إلى حدود الشام، وانتهت المعركة بانتصار الروم.

وذكر الإمام الطبري في كتابه "تاريخ الأمم والملوك" أن هرقل ملك الروم رأى أن يضرب أولًا جيش خالد بن سعيد بن العاص الزَّاحف باتجاه مرج الصَّفر، فاستنفر العرب المُتنصرة مثل بهراء وسُليح وتنّوخ ولخم وجُذام وغسَّان، فتوافدوا وعسكروا في مكانٍ قريبٍ من آبل وزيراء والقسطل بِقيادة ماهان الأرمني، فاصطدم بهم خالد بن سعيد بعد أن استأذن أبا بكر وانتصر عليهم. وفرَّ ماهان مع من تبقّى من جُنوده من ساحة المعركة.

كاد المسلمون أن ينتصروا في تلك المعركة، وبالفعل كتب خالد بن سعيد قائد جيوش المسلمين إلى الخليفة سيدنا أبو بكر الصديق بأنباء الإنتصار، وطلب منهُ إرسال المزيد من الإمدادات، فاستجاب لِطلبه، ولكن هنا ينقلب الأمر.

ويذكر الإمام ابن عساكر في كتابه "تاريخ مدينة دمشق" أن خالد بن سعيد تسرَّع، فشقَّ طريقهُ إلى مرج الصَّفر مُتجاوزًا القواعد العسكريَّة الضروريَّة للزحف، وبخاصَّةً إرسال الطلائع لاستكشاف المنطقة ورصد وُجود تحرُّكات العدوّ، ممَّا أعطى الفُرصة لِماهان الذي كان يُراقب تحرُّكاته لِمُهاجمته. وعندما وصل إلى مرج الصَّفر بين الواقوصة ودمشق، قُطع عليه خط الرَّجعة دون أن يشعر، ثُمَّ التفَّ حول الجيش الإسلامي وفاجأهُ. فلاذ خالد بن سعيد بالفِرار تاركًا جيشه تحت رحمة الروم، لكنَّ عِكرمة بن أبي جهل نجح في إعادة تنظيم صُفوفه وانسحب من ميدان المعركة، وعسكر على مقربةٍ من دمشق".

وبعد هزيمة المسلمين في هذه المعركة ذكرت بعض كتب التاريخ أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه أرسل رسالة إلى خالد بن سعيد بن العاص يعنفه فيه على جبنه وفراره من المعركة، وقرر أن يرسل أربعة جيوش كبيرة لفتح الشام، مما كان له أثر كبير في توالي انتصارات المسلمين بعدها، ومحفز كبير لهم على تحقيق النصر الذي بلغ حتى تم فتح الشام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان