معاني القرآن: تفسير آيات من سورة الجن
كتب ـ محمد قادوس:
يقدم الدكتور عصام الروبي-أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية {وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا* وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا} .. [الجن: 12*15]
(ظننا): الظن هنا بمعنى العلم واليقين.
(لن نعجز): نعجزه: من الإعجاز، وهو جعل الغير عاجزًا عن الحصول على ما يريد.
(في الأرض): إشارة إلى عدم قدرتهم على النجاة من قضائه في أي بقعة على الأرض.
(هربًا): إشارة إلى أن هربهم إلى السماء لا إلى الأرض، لن ينجيهم مما يريده سبحانه بهم.
(القاسطون): جمع قاسط، وهو الذي ترك الحق واتبع الباطل، اسم فاعل من قسط الثلاثي بمعنى جار، بخلاف المقسط فهو الذي ترك الباطل واتبع الحق. فهو مأخوذ من أقسط الرباعي بمعنى عدل. والمراد في الآية: الجائرون الظالمون.
(لجهنم حطبًا): وقودا لجهنم، كما توقد النار بما يلقى فيها من حطب وما يشبهه.
وخلاصة المعنى في هذه الآيات: أن الحق تبارك وتعالى يخبر -حكاية عن الجن-ما قالوه بشأن عجزهم المطلق أمام قدرة خالقهم، فقد علموا على سبيل العلم اللازم واليقين القاطع بعد إيمانهم بالله وسماعهم القرآن أنهم في قبضة الله-تعالى-وتحت قدرته، ولن يستطيعوا الهرب من قضائه سواء كانوا في الأرض أم في غيرها، وأن الحق تبارك وتعالى يخبر -حكاية عن الجن- ما قالوه عن أنفسهم، فمنهم المسلمون، الذين أسلموا وجوههم لله وأخلصوا له العبادة، ومنهم الجائرون المائلون عن الحق إلى الباطل، الذين آثروا الغي على الرشد، والضلال على الهدى فاستحقوا أن يكونوا حطبا للنار وقودها الناس، والحجارة؛ تسعر بهم كما تسعر بكفرة الإنس.
فيديو قد يعجبك: