لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الخَيْف".. شهد صلاة 70 نبيًا وخطبة وداع النبي ومنه ينطلق الحجيج لرمي الجمرات

11:50 م الإثنين 20 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

المشاعر المقدسة هي أماكن كلها مباركة، فهي مواضع تنزل الرحمات والمغفرة من الله عز وجل على حجاج بيت الله الحرام الذين هم ضيوف الرحمن، كما أنها أماكن شهدت حج النبي صلوات ربي وسلامه عليه وآله وسلم وكذلك حج الأنبياء من قبله.

وفي مشعر منى يوجد موضع مسجد يسمى مسجد "الْخَيْفِ" .. صلى فيه 70 نبيًا من بينهم سيدنا موسى كليم الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهو محرم للحج، فقد روى الإمام الطبراني عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: "صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، مِنْهُمْ مُوسَى، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ عباءتانِ قَطْوانِيَّتانِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِ شَنُوءةَ، مَخْطُومٍ بِخِطَامِ لِيفٍ لَهُ ضَفْرَانِ".

ومسجد الخيف يعد واحدًا من أهم الأماكن المقدسة ويحظى بأهمية خاصة خلال أيام التشريق، ويقع في قلب مشعر منى مجاورا لمنشأة الجمرات ونقطة بدايتها، ويعد أكبر مسجد في منى وثاني أكبر المساجد في المشاعر المقدسة، وأحد المساجد التاريخية في الإسلام.

وقد حدد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكانه بأن وضع أحجارًا لُيعرف به موقع المسجد فيما بعد، ولكي يصلي فيها حجاج البيت الحرام على مر العصور وحتى يومنا هذا، والموضع الذي صلى فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المسجد كان محددًا بالأحجار التي بين يدي المنارة، وقد كان هذا معروفًا في القُبة التي في وسط المسجد، التي هُدمت عند تجديده وتوسعته.

ومما زاد من أهمية مسجد الْخَيْفِ أن الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قد خطب فيه في حجة الوداع، فعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمسجد الخيف من منى. فقال: "نضَّرَ الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها, ثم ذهب بها إلى من لم يسمعها, ألا فرُّبَ حامل فقه لا فقه له, ورُّبَ حامل فقه إلى من هو أفقه منه"، وعن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد الخيف، فحمد الله وذكره بما هو أهله, ثم قال: "من كانت الدنيا همه فرق الله شمله وجعل فقره بين عينيه، ولم يؤته من الدنيا إلاَّ ما كتب له".

ويقول يزيد بن الأسود عن أبيه شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حجته، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف.

وَوُسِعت عمارة المسجد في سنة 1407هـ، وبه أربع منارات، كما زود بجميع المستلزمات من إضاءة وتكييف وفرش ومجمع لدورات المياه به أكثر من ألف دورة مياه وثلاثة آلاف صنبور للوضوء.

مصادر:

كتاب "أخبار مكة" – الإمام الفاكهي.

كتاب "تاريخ مكة" – الإمام الأزرقي.

كتاب "المعجم الأوسط" – الإمام الطبراني.

كتاب "السنن الكبرى" – الإمام البيهقي.

كتاب "مجمع الزوائد" – الإمام الهيثمي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان