لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. هكذا وصل الحال بقبر الإمام العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث

03:15 م الثلاثاء 30 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

حالة من الحزن والإحباط ستصيبك إذا ما زرت قبر الإمام ابن حجر العسقلاني، شارح كتاب "صحيح البخاري"، وصاحب المصنفات الكثيرة، والذي يتعرض للإهمال مثل غيره من بعض قبور كبار العلماء رغم ما قدموه خدمة للعلم والدين.
جولة قام بها مصراوي لزيارة قبر الإمام ابن حجر في منطقة قرافة الإمام الشافعي، وسيعرف من تسوقه الأقدار لزيارة قبر العالم الجليل مدى الإهمال الذي يعاني منه المكان، فالأبواب مخلوعة وغير موجودة بالأساس، وكذلك النوافذ، أما جدران المكان والسقف فليست بأفضل حال، فبعضها مهدّم والبعض الآخر تسنده "نواة" إن صح التعبير.

داخل المبنى المتهالك توجد لافتة حجرية يغطيها التراب كتب عليها: "سيدى الإمام ابن حجر العسقلانى شيخ الإسلام، وإمام الأولياء الشهير، شارح البخاري في كتاب الباري، وأكثر من مئات الكتب".
أما القبر فيوجد على شاهده عمامة حمراء ترمز لأعلى مرتبه يمكن أن يصل إليها رجل دين في زمانه، وهي عمامة "شيخ الإسلام ".

ورغم المطالبات الكثيرة برميم قبر الإمام ابن حجر العسقلاني وغيره من قبور العلماء التي تعاني من الإهمال إلا أنها لم تلق آذانًا صاغية. 
والإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني ولد في مصر، رغم أن والده كان من مدينة عسقلان بفلسطين، فذكر الإمام السخاوي في كتابه "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر" أنه ولد في شهر شعبان سنة 773 هـ، في مصر القديمة (الفسطاط) في منزل كان يقع على شاطئ النيل، بالقرب من دار النحاس والجامع الجديد.
وعن نشأته تحدث عدد من العلماء والمؤرخين في ترجمته فقال تقي الدين المكي في كتابه "لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ" وكذلك الإمام السخاوي في ترجمته أن الإمام ابن حجر "قد نشأ يتيمًا أباً وأمًا، فقد توفي والده في رجب سنة 777هـ، وماتت أمُّه قبل ذلك بمدة، وكان أبوه قبل وفاته قد أوصي به إلي رجلين ممن كان بينه وبينهم مودة هما: زكي الدين الخرُّوبي رئيس التجار بالديار المصرية، وشمس الدين بن القطان من فقهاء الشافعية. فنشأ الحافظ في غاية العفّة والصيانة في كنف الوصي الأول الخرُّوبي. ولم يألُ الخروبي جهدًا في رعايته والعناية بتعليمه، فأدخله الكتاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لدى ابن حجر ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ سورة مريم في يوم واحد.
أكمل الإمام ابن حجر حفظه للقرآن على يد صدر الدين السَّفطي المقرئ، وهو ابن تسع سنين. ولما رحل الخروبي إلى الحج سنة 784هـ رافقه ابن حجر وهو في نحو الثانية عشرة من عمره، وفي سنة 785هـ، وهو لايزال متواجدًا مع وصيه الخروبي في مكة سمع من الشيخ عفيف الدين عبد الله بن محمد بن محمد النشاوري، ثم المكي، غالب صحيح البخاري، وهو أول شيخ سمع عليه الحديث.
وفي تلك السنة صلّى بالناس التراويح إمامًا في الحرم المكي وكذلك أخذ فقه الحديث عن الشيخ جمال الدين أبي حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة المكي، في كتاب عمدة الأحكام، للحافظ عبد الغني المقدسي. فكان أول شيخ بحث عليه في فقه الحديث.

وبعد رجوع ابن حجر مع وصيه الخرُّوبي من الحج سنة 786هـ، حفظ «عمدة الأحكام للمقدسي»، و«ألفية العراقي» في الحديث، و«الحاوي الصغير للقزوينبي»، «ومختصر ابن الحاجب» في أصول الفقه، و«منهج الأصول للبيضاوي»، و«ملحة الإعراب للحريري»، و«ألفية ابن مالك»، وغيرها.
لم يكتف الإمام ابن حجر بتلقي العلم على يد علماء مصر فقط، بل قام بالعديد من الرحلات العلمية، فرحل إلى مكة سنة 785 هـ، وأقام فيها لمدّة عام، ودرس الحديث على يد الشيخ عبد الله بن سليمان النشاوري، ثم رحل منها إلى مصر، وداوم على حفظ الحديث على يد الحافظ عبد الرحيم العراقي، ثم تلقى الفقه الشافعي من الشيخ ابن الملقن، والعز ابن جماعة، فدرس العلوم الآلية، وأصولها، وجمع الجوامع، وشرح المختصر، والمطول.
كما سافر إلى بلاد الشام، والحجاز، واليمن، ومكة، وما بين هذه المناطق، ثم أقام في فلسطين، وتنقّل في مدنها، وسمع من علمائها، وتعلّم منهم، كما تلقى العديد من العلوم في مختلف المجالات، من الفقه، والحديث، والقراءات، واللغة، والأصول، كما عرف بالحافظ، حيث رحل إليه العديد من الطلبة من مختلف الأقطار، وانتشرت مؤلفاته في مختلف البلاد.
واحتل الإمام ابن حجر مكانة عالية في ظل الدول المملوكية في مصر، فاشتغل بتدريس التفسير والحديث والفقه.
ولي ابن حجر –رحمه الله- إفتاء دار العدل سنة 811 هـ، واستمرت هذه الوظيفة معه حتى مات، وذكر ابن تغري أنه تولى منصب قاضي القضاة.

أما عن مصنفاته فهي كثيرة وشهيرة ولا يستغني عنها عالم أو طالب علم، حيث بدأ في التصنيف رحمه الله في السنة التي جدّ فيها في طلب الحديث النبوي وفنونه، أي في سنة 796 هـ، وظل يصنّف حتى قبيل وفاته -رحمه الله. قال السخاويّ: "انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر"، أما تصانيفه فكثيرة جليلة، منها:
فتح الباري شرح صحيح البخاري - وتهذيب التهذيب - وتقريب التهذيب - ولسان الميزان - الإصابة في تمييز الصحابة - وإتحاف المهرة بأطراف العشرة - والنكت على مقدمة بن الصلاح - رفع الإصر عن قضاة مصر - بلوغ المرام من أدلة الأحكام - المجمع المؤسس بالمعجم المفهرس... وغيرها الكثير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان