لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تزامناً مع زيارة شيخ الأزهر.. تعرف على مسجد روما الكبير ملتقى حوار الأديان

01:59 م الثلاثاء 16 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عبد الخالق:

تزامناً مع زيارة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين-، الحالية إلى إيطاليا، المحطة الأخيرة في جولته الخارجية، التي بدأها يوم الاثنين الماضي، حيث شارك في افتتاح مؤتمر قادة الأديان، يقدم مصراوي تقريراً حول أحد المراكز الإسلامية الشهيرة في إيطاليا، والتي لعبت دورا هاما في خلق حوارات بناءة وهادفة بين المسلمين والمسيحيين في البلاد، وتطوير العلاقات بينهما، وتعزيز المعرفة بالدين الإسلامي، بالإضافة إلى الخدمات والأعمال الثقافية والاجتماعية التي كان لها عظيم الأثر في دعم المسلمين والمجتمع بأكمله هناك، ألا وهو "المسجد الكبير بروما" الذي بات من أهم المراكز والمباني الدينية الفريدة من نوعها في إيطاليا.

يطل المسجد الكبير من داخل العاصمة الإيطالية (روما).. ويقع في الجزء الشمالي منطقة البريولي، ويعد أكبر مسجد في أوروبا حيث تزيد مساحته على 000 .30 متر مربع، ويستوعب آلاف المصلين، ووفقاً للكتابات المنقوشة خارج المسجد تطلب البناء مدة تزيد على عقدين من الزمن، وتم افتتاحه في 21 يونيو 1995، بعد أن مُنحت الأرض من قبل بلدية مدينة روما في عام 1974، وتم وضع حجر الأساس عام 1984 م، وقد صمم المسجد المعماريون: " باولو بورتوقيزي وموسوي وجيوليوتي" – وفقا لما جاء في بحث قام به علي محمود أبو غنيمة تحت عنوان المراكز الإسلامية في أوروبا : المركز الثقافي الإسلامي ومسجده في روما – حالة دراسية.

يأتي المسجد الكبير بروما مشابه إلى نمط مسجد الدار البيضاء– الذي يعد أكبر مسجد في المغرب -، وتم بناؤه بتمويل سعودي حيث دعمت السعودية بشكل كبير تكلفة البناء التي تبلغ رسميا ستين مليار ليرة، مع مساهمات سخية من المغرب والعراق وليبيا، فضلا عن الافراد العاديين، وفقا لما جاء في موقع cesnur.com.

يجمع المسجد بين فن العمارة الإسلامية مع إدخال عدد من التصاميم التي تعود إلى العمارة الرومانية والباروك، فخرج المسجد بمزيج فني رائع جعله أحد المنابر الرئيسية الهامة وواحدا من الأدوات التعليمية المهمة لفهم تطور العمارة الإسلامية في الدول الغربية، خاصة بعد إضافة المركز على خارطة روما السياحية.

أما عن تصميم المسجد، فيضم المسجد كتلتين، إحداهما مستطيلة الشكل، ضلعها الأكبر موجه باتجاه القبلة، وهي عبارة عن قاعة الصلاة الخاصة بالمسجد مغطاة بقبة مركزية ضخمة محاطة بـ 16 قبة أصغر حجماً، كما تضم هذه الكتلة بقية خدمات المركز ومرافق الوضوء، كما توجد قناة مائية ممتدة على طول ضلع الكتلة الثانية وتصل هذه القناة بين بركتين: إحداهما في الجهة الشمالية والأخرى في محور المركز، وتقع المنارة بين الكتلتين باتجاه جنوب غرب قاعة الصلاة.

وتضم الكتلة الثانية ثلاث طوابق وأروقة تحتل الطابق العلوي، وهي على شكل صفوف تشكل صحن المسجد، وقُسمت الطوابق أسفل الأروقة إلى أربعة أجنحة حيث تضم صفوف ومنامات ومكاتب بالإضافة إلى قاعة صلاة صغيرة ومخزن ومكتبة تحتوي على نصوص للثقافة الإسلامية ومنامة الإمام، ومتحف تاريخي، ومدرسة اللغة العربية لتعليم اللغة العربية والإسلام لأبناء الجالية الإسلامية بروما، كما يضم المركز أيضا خدمات طبية ، ويتواجد به أطباء متطوعين، بالإضافة إلى جزء يستخدم كسكن وإقامة الموظفين والعاملين هناك.

"ويوجد في الوسط قاعة كبيرة للمؤتمرات مبنية ومعدة على أعلى مستوى مزركشة بالموزاييك الأزرق، وأماكن عبارة عن لوحات للصحفيين وكبار المسئولين، خلفها متحف المركز الذي يعرض فيه مجسمات للمسجد الحرام بمكة والكعبة المشرفة، وتوجد في المسجد نافورة ماء مركزية محاطة بـ 16 نافورة صغيرة، رتبت كلها لتعكس ترتيب القباب التي تغطي سقف قاعة الصلاة"- وفقا لما جاء في موقع صحيفة المدينة الإلكتروني.

أما التصميم الداخلي، فتتميز معظم تصميماته بأنها معتمدة على تفسيرات واقتباسات رمزية مشتقة من مراجع تاريخية. مثلا كانت صورة الشجرة تشرح التنويع المذهبي المتأصل في الإسلام. كما توجد الدوائر الخرسانية السبعة التي تشكل هيكلية القبة، والتي لها مدلول رمزي فهي تدل على السماوات السبعة التي ذكرت في القرآن الكريم.

وللمسجد الكبير أو المركز الإسلامي دور اجتماعي هام في البلاد، حيث يخدم العديد من المجموعات: أولها الأصغر عددا والتي تضم أعضاء المهمات الدبلوماسية للدول الإسلامية، ثانيها الطلاب المسلمون المتواجدون في إيطاليا، ثالثها: العمال المسلمون المهاجرون إلى البلاد، رابعها الباحثون من المجتمع الإيطالي نفسه عن الدراسة والتثقيف والتعلم فيما يخص الدين الإسلامي، حيث يقدم المركز العديد من المحاضرات والندوات، ويصل زوار المركز شهريا إلى ما يقرب من 3000 زائر غير المصلين، أما خامس هذه المجموعات، فهم: السائحون، لأن المسجد يعتبر نموذجا قويا لفهم تطور فن العمارة الإسلامية في دول الغرب، خاصة بعد إدراج المركز على قائمة روما السياحية وفي الكتب المعمارية، فبات المركز معلما مهماً يزوره الطلاب ودارسو العمارة من دول العالم المختلفة.

وعادة ينظم المركز مؤتمرات وأنشطة ثقافية بالإضافة إلى رحلات الحج لمكة، وخلال شهر رمضان يلتقي أعضاء المجتمع الإسلامي في المركز بعد الصلاة، يأكلون معا الوجبات المعدة في نفس المجمع.

وقد خصصت مجلة Piuculture الصادرة باللغات الإيطالية والأسبانية والعربية على موقعها الإلكتروني في صفحة (الخدمات) الخاصة بالموقع معلومات عن مكان المسجد وأرقام الهاتف الخاصة به، بالإضافة إلى قولها ما يلي: "المسجد الكبير بروما يستقبل المؤمنين كل يوم في السنة من صلاة الظهر إلى صلاة العشاء.. كل يوم الجمعة صباحا ينظم سوقاً في الطريق المؤدي إلى المسجد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان