في ذكرى وفاته.. مواقف جمعت الشعراوي مع حكام مصر من فاروق حتى مبارك
كتبت – آمال سامي:
تحل اليوم ذكرى وفاة الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي وهو الموافق السابع عشر من يونيو الذي رحل عن عالمنا عام 1998 أي منذ حوالي 24 عامًا، وفي السطور التالية يرصد مصراوي أبرز المواقف في حياة الشيخ الشعراوي الحافلة والتي اختلفت ما بين سياسية وفنية واجتماعية وفكرية، وكانت له صلة قوية بحكام مصر بداية من الملك فاروق، وحتى وفاته في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك..
الشعراوي يمدح الملك "فاروق"
كانت بداية مواقف الشعراوي مع حكام مصر قبل الحقبة الجمهورية، إذ عاصر الملك فاروق ونظم فيه شعرًا وشبهه فيه بالخليفة المأمون والملك فؤاد بهارون الرشيد، فقال: "فدم يا رشيد العصر للنيل حاميا ودام لنا المأمون فاروقك البر" وكان الشعراوي يشيد بمواقف الملك فاروق تجاه الأزهر ورثاه أيضًا بعد وفاته،
عبد الناصر والشعراوي وعلاقة يسودها الاضطراب
أما علاقة الشعراوي بعبد الناصر، الرئيس الأسبق الراحل، لم تكن بتلك الحفاوة والترحيب من الجانبين، إذ كان الشعراوي يرفض ميل عبد الناصر للشيوعية، ليعلن الشعراوي في إحدى لقاءاته التلفزيونية فيما بعد عن سجوده شكرًا بعد نكسة 1967 فرحًا لأننا لم ننتصر على اليهود ونحن في أحضان الشيوعية، لكن رغم ذلك عندما أعلن خبر وفاة عبد الناصر ألقى الشعراوي خطابًا مؤثرًا حزنًا عليه ووصفه فيه بالثائر المثير، والمهلم الملهم والقائد الحتم الزعيم بلا زعم ، قائلًا: "ولو على قدره يكون الحداد لتخطى الميعاد إلى نهاية الآباد".
الشعراوي و"الرئيس المؤمن"
ومن جهة أخرى علاقة الشعراوي بالسادات فكانت قوية إذ عينه الأخير وزيرًا للأوقاف، وكانت خلافاتهم تدور في إطار رفض الشعراوي إلقاء محاضرة للسيدات تحت رعاية السيدة جيهان السادات لأنهن لم يرتدين الحجاب، كما غادر أيضًا حفلًا دعاه إليه السادات وجد فيه الراقصة نجوى فؤاد فغضب ورحل.
لكن من جهة أخرى رفض السادات خطابًا وصله من مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي يشكو فيه الشعراوي لأنه يهاجم اليهود دائمًا، ويروي تلك القصة الكاتب "أنيس منصور"، فيقول أنه شاهد آخر حلقات الشيخ الشعراوي ووجد أنه لا يهاجم لا اليهودية ولا المسيحية ولا أي شيء، وحين ألتقى منصور بالسادات يقول أن الأخير كان غاضبًا بشدة من موقف بيجن وأرسله إلى إسرائيل ليبلغ بيجن رسالته: "إذا لم يكف عن الإدعاء بأن محمد متولي الشعراوي يهاجم اليهود وليس الصهاينة فإنه سوف ينشر خطبة وزير التعليم الإسرائيلي على أوسع نطاق ويوقظ الكراهية النائمة عند ملايين المسلمين"، وذلك أن وزير التعليم الإسرائيلي صرح في إحدى خطبه أن السلام بين اسرائيل وبين مصر لن يتحقق إلا بحذف بعض آيات القرآن الكريم.
الشعراوي في عهد "مبارك"
" يا سيادة الرئيس إني أقف على عتبة دنياي، مستقبلا آخرتي ومنتظرا قضاء الله فلن أختم حياتي بنفاق ولن أبرز عنتريتي"...لعل هذا الموقف من أبرز المواقف التي لا يمكن نسيانها للشيخ الشعراوي رحمه الله مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بعد نجاته من حادثة اغتيال دبرت له في أديس أبابا عام 1995، قائلًا: "ياسيادة الرئيس، لعل هذا يكون آخر لقاء لي بك، فذا كنت قدرنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعنك الله علينا".
فيديو قد يعجبك: