لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى وفاة إحسان عبد القدوس.. هكذا توثقت الصلة بين "كاتب المرأة" والشيخ "الغزالي"

05:09 م الأربعاء 12 يناير 2022

الغزالي وعبد القدوس في حفل زفاف نجليهما - أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

تحل اليوم ذكرى وفاة الأديب المصري إحسان عبد القدوس في مثل هذا اليوم الثاني عشر من يناير عام 1990م، الذي تربطه صلة وثيقة بالشيخ محمد الغزالي رحمهما الله على الرغم من اختلاف مذاهبهما، فما الذي يمكن أن يجمع روائياً اشتهر بقصص الحب وبكونه "كاتب المرأة" بداعية إسلامي سوى "الحب" أيضًا؟

"حين شاهدت ابنته عفاف خفق قلبي وتمنيتها زوجة" هكذا يروي الصحفي الكبير محمد عبد القدوس قصة الحب التي استطاعت أن تجمع بين الروائي والداعية الإسلامي في أسرة واحدة، فعلى الرغم من أن قرار ارتباط ابنة الشيخ بابن الروائي كان صادمًا للأسرتين، إلا أنه تم في النهاية، إذ كان يجمعهما أيضًا إيمانهما بحرية المرأة وحقها في الاختيار كما يقول عبد القدوس الابن.

اختلاف جذري في الأفكار ولكن

هاجم الشيخ محمد الغزالي في كتابه "ظلام من الغرب" أفكار إحسان عبد القدوس، إذ كتب إحسان قائلًا: "إنه لم يعد من حق رجل الدين أن يأمر بتحريم الرقص على المرأة، لم يعد من حقه أن يدع الطلاق معلقًا بإرادة الزوج، لم يعد من حقه أن يحرم ارتداء المايوه، فالمايوه أصبح حقيقة أقوى من هيئة كبار العلماء"، وهكذا مضى عبد القدوس يشرح ويدافع عن "حرية الرأي" من وجهة نظره، معترضًا كذلك على فكرة "بيت الطاعة"، باعتباره نظاماً فاسداً، ثم يرد الغزالي كذلك على ما اعتبره حطاً من مكانة فريضة الصلاة حين قال: "لقد صنعنا الصلاة، وصدرناها إلى هكسلي وأجداده وجربناها على المذاهب الأربعة، ولم يبق إلا أن نجرب الطعام الجيد"، وهو ما اعتبره الغزالي حديثًا ساخرًا بالإسلام ودعوة إلى الخلاعة والفسق.

"كيف لابنة الغزالي أن تعيش في بيت إحسان عبد القدوس الليبرالي المنادي بالحريات؟" يصف محمد عبد القدوس مخاوف الشيخ الغزالي بعد طلبه الزواج بابنته، قائلًا إن الغريب أن الشخص الوحيد الذي وافق منذ البداية هو والده لأنه كان يعرف طريقة تفكير ابنه جيدًا، وقال: "محمد بتفكيره أقرب إلى بيت الشيخ محمد الغزالي من بيت نادي الجزيرة"، قائلًا أن عبد القدوس كان يمنح أبناءه الحرية الكاملة في اختيار أفكارهم وبالتالي زيجاتهم أيضًا.

ليس اختلافاً دائماً.. الغزالي يشيد بـ"الصحفي الجريء"

نشر عبد الروؤف التل في جريد الدستور العمانية كواليس حوار صحفي دار بينه وبين الشيخ الغزالي في القاهرة، إذ أثنى الغزالي على إحسان عبد القدوس لدوره الكبير في إقناع عبد الناصر بضرورة إعادة طباعة كتاب الشهيد عبد القادر عودة "التشريع الجنائي في الإسلام" لأنه كتاب فقه وقانون ولابد من أن يستفيد رجال القانون وطلابه منه في مصر، ووصفه بـ "الصحفي الجريء".

بعد الزواج، يروى الزوجان محمد عبد القدوس وعفاف الغزالي كيف حدث التقارب بين الأديب والداعية، وكيف كانا يجلسان معًا يتناقشان في أمور عديدة رغم اختلاف توجهاتهما، واستطاعت قصة الحب بين ابن الصحفي الجريء وابنة الداعية أن تستمر في هدوء وسلام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان