لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى ميلاد مصطفى محمود.. ماذا كتب عن "الله" وما علاقة "المبدئ والمعيد" بدورة التاريخ؟

06:49 م الجمعة 27 ديسمبر 2019

الدكتور مصطفى محمود

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

في مثل هذا اليوم 27 من ديسمبر عام 1921 م ولد الدكتور مصطفى محمود، في شبين الكوم بالمنوفية، ينتهي نسبه إلى علي زين العابدين، فهو من الأشراف، وهو مفكر وطبيب وكاتب مصري شهير، درس الطب وتخرج في كليته عام 1953م لكنه تفرغ للكتابة والبحث الدؤوب، ألف رحمه الله 89 كتابًا في شتى المجالات الدينية والعلمية والفلسفية ، وكانت له روايات وقصص ومسرحيات أيضًا، وله برنامج تلفزيوني شهير كان من أشهر البرامج في سبعينات القرن الماضي، كانت أولى حلقاته عام 1971م ويقول محمود وآخر بث له كان في 1999م، وكانت حلقاته تحاول تناول الحقائق العلمية في إطار ديني، توفي مصطفى محمود في 31 أكتوبر عام 2009م. في السطور التالية يستعرض مصراوي جزءًا مما كتب مصطفى محمود عن "الله" سبحانه وتعالى في كتابه الذي حمل الاسم الأعظم.

“.الله إذا وعد وفى

.واذا اعطى زاد على منتهى الرجاء

.لا يبالى كم أعطى و لمن أعطى

.لا يضيع من لاذ به والتجأ

.فهو الغنى عن الوسائل و الشفعاء

أعطانا فوق الكفاية و كلفنا دون الطاقة ، ومنحنا سعادة الأبد فى مقابل عمل قليل فى الزمن"

كتاب قليل الصفحات كثير الكلمات، تحدث فيه الدكتور مصطفى محمود عن أهم معنى يسعى الإنسان إلى إدراكه ومعرفته، عن "الله" سبحانه وتعالى، ليس فقط في المنظور الإسلامي وإن كان ذلك محور الكتاب ولبّـه، لكنه تحدث أيضًا عن الله في الديانات منذ فجر التاريخ، وعند أهل الفكر، وعند أولئك الذين أنكروه...

في مستهل كتابه تحدث مصطفى محمود عن الله من المنظور الإسلامي، متحدثًا عن صفات الله سبحانه وتعالى وكيف يمكن للعقل البشري أن يدرك حقيقة وجوده وصفاته، فتحدث عن وحدانية الله، فيقول "الأحد غير الواحد في المعنى، الواحد نفهم منه وحدة الفاعل رغم تعدد الأفعال وتنوعها، فاعلها دائما واحد، والأحدية هي صفة ذلك الواحد، فهو أحد، أي لا ينقسم ولا يتجزأ ولا يمكن أن يكون له بعض أو جزء أو ضد أو ند..." وتحدث أيضًا عن الله القيوم، قائلًا انه كل شيء في الدنيا والآخرة قائم بعنايته، من الذرة إلى الفلك، فهو "القيوم".

ثم يتحدث مصطفى محمود عن حركة الزمان والتاريخ ويفسر فكرة "التاريخ يعيد نفسه" بأن ذلك مرتبط بإحدى أسماء الله جل وعلا، وهي "المبديء والمعيد" فالتاريخ يعيد نفسه في دورات، واليوم يعيد نفسه في تتالي الليل والنهار، والفصول تتعاقب من صيف وشتاء وربيع وخريف، حتى الأمراض الموسمية تتكرر، والإنسان نفسه يتقلب من النوم إلى اليقظة كأنه يدور، يقول مصطفى محمود أن معنى المبديء والمعيد الأول الذي يرد على ذهن الإنسان هو أنه خالق الأولى والآخرة، وأنه سوف يبعثنا بعد الموت، وأن لنا عودة، لكنه يستطرد أن المعنى الثاني المكمل لهذا المعنى الأول هو أن هذا "ناموس الخالق في خليقته وأن كل شيء في مملكته يجري على سنن ثابتة من البدء والإعادة ويتحرك في دورات".

ثم يعود مرة أخرى ليتحدث عن وحدانية الله، وأن العقل يؤكد للإنسان بما لا يدع مجالا للشك أن الخالق لابد وأن يكون واحد، فوحدة القوانين التي بني عليها الخلق تؤكد أن على وحدة الخالق فلم يشرك أحدا في العمل معه.

ويمضي مصطفى محمود مع باقي أسماء الله العلى رابطًا تلك الأسماء بحياتنا اليومية جاعلًا أياها سهلة الإدراك بديهية المنال، فيقول أن الله "عدل" لأنه أحاط بكل شيء، فلا يتصور العدل إلا منه، فحتى إذا قضى بالضر على إنسان فذلك لأن هذا الضرر يتضمن نفعًا له وإصلاحا وتربية في داخله. ويشير محمود إلى أن اسم الله لم يتسمّ به أحد على الإطلاق في هذا العالم، فيقول القرآن الكريم: هل تعلم له سميًا؟ أي هل تعلم أن هناك من تسمى بالله غير الله؟ فاسم الله الأعظم لا تنتهي معانيه وليس له ضد أو ند.

ثم تحدث مصطفى محمود في القسم الثاني من الكتاب عن الله في العبادات من فجر التاريخ، قائلًا إن أصل العبادات توحيدية، فعقيدة التوحيد نزلت كاملة على آدم عليه السلام، وان من يقولون بتطور الأديان يقصدون تطور الإدراك العقلي في معرفة الله اجتهادًا، والعقل يخطيء ويصيب، مؤكدًا أن رحلة بحث الإنسان عن الله هي أمر فطري وضروري للإنسان كحاجته إلى الحصول على الطعام والشراب، ففي روحه حاجة دائمة إلى عقيدة. وفسر ظهور تعدد الآلهة إلى توجه الناس بالعبادة إلى من يظنون أنه موطن القوة في الأرض، وظن الإنسان القديم أن جده الذي يظهر له في الحلم هو الإله، ثم بدأ الإنسان يتصور أن روح هذا الجد يمكن أن تحل في الأشياء والكائنات، وبدأ تجسيد الإله في اصنام وتماثيل ترمز إليه حتى يكون المعبود جسم يلمس وموقع يزار، "وهكذا تعددت الأرباب بقدر تعدد حاجات الإنسان الهمجي ومخاوفه" يقول مصطفى محمود، ثم سرد بعد ذلك بعض رؤية الأديان الأخرى للإله.

ثم تحدث بعد ذلك عن الله عند المفكرين والفلاسفة، وعند أولئك الذين أنكروا وجود الله، وقال إن من ينكر وجود الله له حجة في كل زمان ومكان، مثل فكرة أن الله وهم وفكرة اخترعها الإنسان ليلتمس منها العزاء في الدنيا، وذكر محمود أن الفكر المادي اعتمد في رفضه للدين على أنه شيء غيبي وأنه لا يصح للعقل أن يؤمن بغيبيات، ناقش في الفصل الأخير أسباب هؤلاء ورد عليها منطلقًا من مبدأ "أن الإنسان يكشف عن طريق الدين انتسابه الحقيقي والأصل باعتباره صادرًا عن الله وإليه يعود ، فهو مخلوق لله ومسئول أمامه".

موضوعات متعلقة..

- لماذا يجب ان نصلى؟.. الدكتور مصطفى محمود

- فى ذكرى ميلاده.. تعرف على القصة التي غيرت حياة الشيخ الشعراوي

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان