لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

23 يونيو رحيل آخر القراء العمالقة في مصر.. أبو العينين شعيشع

12:18 م الإثنين 22 أبريل 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

فقدت مصر الشيخ أبو العينين شعيشع نقيب القراء المصريين السابق الخميس 23 يونيو 2011 بعد عمر ناهز 89 عاماً ولم يلق في عزاءه حفاوة من التيارات الإسلامية والمسئولين في الدولة على الرغم من أنه آخر القراء العمالقة المصريين الذين لا يجود الزمان كثيراً بمثلهم.

وقد ولد أبو العين بمدينة "بيلا" بمحافظة كفر الشيخ شمال مصر عام 1922، وكان الابن الثاني عشر في سلسلة أبناء تعسوا جميعاً بفقدان والدهم وهم صغار، وشاء الله أن يكون هذا الولد بلبلاً يغرد في سماء الدنيا بذكر الله حتى يخلد في سجل القراء العظماء بعد أن حاولت أمه إسقاطه جنينا خشية الإملاق والفاقة والفقر ليصبح بذلك عائل الأسرة الوحيد مع كونه أصغرهم.

يقول عن ولادته "ولدت في أسرة كبيرة العدد؛ متوسطة الحال؛ ولم يكن والداي يرغبان في تكملة عدد أبنائهما اثني عشر بولادتي؛ لكن الله سبحانه أراد ذلك، فكنت آخر العنقود".

ولم يكن يخطر بباله أن يصبح قارئاً مشهوراً حيث كانت رغبة والديه بأن يكون ضابطاً كما كان يتمنى أكثرية أهل الريف وقتها، وقد أحبه ناظر المدرسة وأعجبه تصرفه الذي لم تظهر عليه علامات اللهو واللعب، وقد أشار الناظر على والدته بأن تذهب به إلى أحد علماء القراءات والتجويد فكان ممن تنبأ بمستقبله في هذا المجال.

وكانت بدايته في عام 1936 عند أرسل له محافظ الدقهلية يدعوه لافتتاح حفل ذكرى الشهداء بمدينة المنصورة حيث تفاجأ بعدها بوجود أكثر من 4 آلاف شخص في مكان الاحتفال وعندما انتهى من قراءته للقرآن كبر الحضور وهللوا وحملوه على الأعناق. 

 

تنبؤ بالمستقبل 

وبدأت علاقته بالإذاعة في قصة ظريفة، فعندما توفي الشيخ الخضري شيخ الجامع الأزهر أشار عليه أحد علماء "بيلا" أن يذهب معه للقراءة في هذا العزاء، وعندما قرأ فيه جاءه الشيخ عبد الله عفيفي رحمه الله وقال له "تقدم للإذاعة لأنك لا تقل عن قرائها، بل سيكون لك مستقبل عظيم بإذن الله" لتبدأ بعد ذلك شهرته التي عمت الأقطار العربية والأجنبية عبر الإذاعة.

وقد حصل أبو العينين على وسام الرافدين من العراق ووسام الأرز من لبنان ووسام الاستحقاق من سوريا وفلسطين وأوسمة من تركيا والصومال وباكستان والإمارات وبعض الدول الإسلامية إلى جانب وسام من الرئيس المخلوع حسني مبارك وإصدار قرار بأن يظل نقيباً لمحفظي وقراء القرآن الكريم مدى حياته وإطلاق اسمه على أحد الشوارع بالقاهرة وكفر الشيخ مسقط رأسه.

وكان أول من اكتشف صوته قبطياً، وعنهم يقول أبو العينين "هم شركاؤنا في الوطن، وأنا رجل لا أحب الفتن، ولن أنسى فخري عبد النور وهو مسيحي كان من السياسيين الكبار في مصر، أحضرني من فلسطين حتى جرجا في طائرة خاصة لأجلس في بيته 3 أيام، ووجدت في البيت سجادة صلاة ليست موجودة في أي مكان، وكان يجلس تحت قدمي هو وأولاده موريس وأمين تحت الدكة ليستمعوا للقرآن مع أهل جرجا".

ومن مواقفه الطريفة أنه وأثناء رحلته من تركيا إلى سراييفوا ذهب إلى بلجراد عاصمة يوغسلافيا حيث ركب الطائرة الخطأ ونزل في ميونخ وكان حينها يرتدي الزي الأزهري حيث ظنه الألمان عربي "إرهابي" وقالوا أنه يرتدي زي الأزهر الذي يخرج "الإرهابيين" وحينما لم يستطع الحديث أو الإجابة لأنه لا يعرف الألمانية تقدم شخص ألماني يعرف العربية بصعوبة وذهب به للسلطات وأقنعهم بأنه لا علاقة له بما يسمى "الإرهاب" وكان ذلك الشخص هو "اليوغسلافي كوكيزا" مدرب فريق الزمالك المصري حينها.

ويحكي أبو العينين أن أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب كانا يعشقان سماع القرآن، يقول "أم كلثوم كانت تحب تلاوتي وتلاوة الشيخ محمد رفعت، أما علاقتي بها فقد بدأت عندما دعتني لأقرا القرآن في مأتم والدتها، ومنذ ذلك الوقت لم تنقطع علاقتي بها حتى أنها تدخلت لرفع أجري بالإذاعة".

ويستحضر الحكمة القائلة أن القرآن "نزل بمكة وطبع بإسطنبول وقرئ بمصر"، ويرى بأن عصر نهضة القراء في مصر قد أفل، كما أنه مع القائلين بأن المال لا يُفسد القارئ، ولكن سعي القارئ وراءه قد يفسده، وينصح القراء بأن يهتموا بالقرآن فقط وعندها فقط سيأتي المال.

الاعتماد على الآلات 

وقد تقدم أبو العينين بمشروع قانون أمام مجلس الشعب لتوقيع عقوبة على القارئ الذي لا يحفظ القرآن كاملاً، كما أنه تقدم بمشرع قانون آخر طالب فيه بتخصيص مبلغ مالي محترم للقراء أعضاء النقابة.

ويفسر قلة أصوات المقرئين في العهود المتأخرة إلى اعتماد المقرئين المتأخرين على أجهزة الصوت المتقدمة وهي مانع من الاجتهاد في تحسين الصوت، إذ أن المقرئ فيما مضى كان يعتمد على قوة حنجرته وموسيقى القرآن الكريم في صوته ويتعلم أحكام القرآن ويقرؤه حباً في كتاب الله وليس طمعاً في الكسب والتربح.

وتأثر أبو العينين بالشيخ محمد رفعت واستعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات الشيخ رفعت، واتخذ لنفسه أسلوباً مختلفاً في التلاوة منذ منتصف الأربعينيات وكان أول قارئ مصري يقرا بالمسجد الأقصى.

وعين شعيشع قارئاً لمسجد عمر مكرم سنة 1969، ثم لمسجد السيدة زينب منذ 1992، وناضل الشيخ في السبعينيات لإنشاء نقابة القراء مع كبار القراء مثل الشيخ محمود على البنا، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ثم انتخب نقيباً لها سنة 1988م.

وقد عين عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعميدًا للمعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم، وعضوًا للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون، وعضوًا باللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف وعضوًا بلجنة عمارة المسجد بالقاهرة.

المصدر: موقع إسلام أون لاين

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان