التكبيرات أحد كنوز الأيام المعدودات
كتبت – سارة عبد الخالق -
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد..
هنيئاً لك عزيزي القارئ بثواب إحيائك لإحدى سنن الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وإحدى كنوز الأيام المعدودات والتي حثنا على الإكثار من التكبير فيها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ولكن ما هذه الأيام المباركة ؟! ولماذا طلب منا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن نكثر فيها من ترديد هذه الكلمات ؟!
أقرأ معي.. فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – أنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )- رواه أحمد .
نعم.. إنها أيام العشر من ذي الحجة التي نعيش نسائمها الآن ونشعر بنفحاتها العطرة التي تأتينا من الحجيج الذين يستعدون للوقوف على جبل عرفات.. رزقنا الله وإياكم حج بيته الكريم..
بالفعل .. هي أيام مباركة يحب الله فيها العمل.. ونحن ابتغاءً لمرضاة الله تعالى ورغبة في تنفيذ ما دعانا رسولنا إليه، نكرر مرة أخرى: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أرجوك لا تشعر بالملل من التكرار بل بالعكس اسع جاهداً في هذه العشر، فالأجر كبير والثواب عظيم.
واعلم عزيزي القارئ أن هناك تكبير مطلق وتكبير مقيد، ويكون التكبير المطلق مع ظهور هلال أول ذو الحجة حتى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة أي مع انتهاء أيام التشريق (اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من هذا الشهر بعد يوم النحر [أول أيام عيد الأضحى المبارك])، ويكون في أي وقت وغير مرتبط بمكان معين.
فيقول الله - عز وجل - في سورة البقرة الآية 203: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}، حيث جاء في تفسير السعدي أن الله تعالى يأمر بذكره في الأيام المعدودات، وهي أيام التشريق الثلاثة بعد العيد، لمزيتها وشرفها.
وقال البخاري: كان ابن عمر وأبو هريرة - رضي الله عنهما - يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما. وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبّته بِمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً.
أما التكبير المقيد، فهو التكبير بعد كل صلاة، ويبدأ من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق.
يقول المولى تعالى في سورة الأحزاب الآية 35: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيما}.
وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (مر على جبل يقال له: جمدان، فقال: سيروا هذا جمدان، قد سبق المفردون قالوا: ومن المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات).
وجاء في كتاب موسوعة الفقه الإسلامي للتويجري أن المقصود من ذكر الله وتكبيره وحمده هو إحياء عظمة الله وكبريائه في القلوب، لتتوجه إليه وحده في جميع الأحوال، وتقبل النفوس على طاعته، وتحبه وتتوكل عليه وحده لا شريك له.. لأنه الكبير الذي لا أكبر منه.. والرازق الذي كل النعم منه.. والملك الذي كل ما سواه عبد له.. والخالق الذي خلق كل شيء.
فاحرص على اغتنام هذه الأيام ولا تضيع هذه الفرصة الذهبية وكبر الله كثيراً...
وأخيراً وطمعاً في الثواب وقرباً إلى الله – عز وجل - هيا بنا نردد التكبيرات سوياً : الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد..
فيديو قد يعجبك: