لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى وفاته.. أبرز المحطات في حياة محمد الفحام شيخ الأزهر الأسبق وشائعة تحوله للمسيحية

05:15 م الأحد 30 أغسطس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

محمد الفحام.. إمام وشيخ الجامع الأزهر الأسبق، اختار أن يستكمل مسيرته الأزهرية على أن يتشبث بفرصة الإلتحاق بدار العلوم على الرغم من أن حينها كانت دار العلوم الاختيار المفضل لطلبة الأزهر طمعًا في مستقبل أفضل، لكنه اختار أن يلتزم بوصية أمه التي كانت تتفاءل بالأزهر ووصته بألا يتركه، فأصبح فيما بعد شيخًا له في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1969م، وظل بهذا المنصب حتى تركه عام 1973م لدواعي كبر سنه ومرضه..

كانت أبرز الأحداث التي أثير حولها الجدل في حياة الشيخ الفحام هو قصة تدعي تحوله من الإسلام إلى المسيحية، نظرا لعلاقاته الودودة والطيبة مع رجال الدين المسيحي، وحسب رواية أًصحاب هذا الزعم، يرجع ذلك إلى حادث ظهور السيدة العذراء في كنيسة الزيتون في الثاني من أبريل عام 1968م، وأنه ذهب للكنيسة ورأى بالفعل العذراء لكنه أقنع نفسه أنها وساوس من الشيطان، لكنه ذهب عدة مرات وفي كل مرة كان يرى العذراء، وتقول تلك الرواية: في النهاية استسلم الشيخ الفحام للأمر الواقع لكنه رفض في داخله أن يكون ظهور العذراء في الكنيسة دليلا على صحة اعتقاد المسيحيين وخطأ عقيدة المسلمين، وبدأ يقرأ الكتاب المقدس على أنه كتاب موحى به من الله، وهكذا بدأ التحول الأول في حياة الفحام- حسب الرواية.

وكان مما أثير أيضا بعد تولي الشيخ الفحام رئاسة الأزهر أنه لم يبد حماسا كبيرا بالمشيخة إلى أن تم عزله وفرض إقامة جبرية عليه خارج مصر، إلا أن لهذه الرواية عدة ردود عليها، أهمها أن شيخ الأزهر الشريف محمد الفحام توفي في الإسكندرية في منزله، ودفن بمقابر عائلته هناك الموجودة بمدافن المنارة، أما زعم أنه لم يكن متحمسًا للإسلام أثناء توليه منصب شيخ الأزهر فمردود عليه بعدة أدلة، أبرزها أنه كان صاحب اقتراح إضافة مادة للدستور المصري تفيد بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع حسبما ذكر حلمي النمنم في كتابه "الأزهر ... الشيخ والمشيخة" وكان ذلك عام 1971م.

ومن الردود على تلك الشائعة أيضًا ما ذكره الكاتب الإسلامي عبد اللطيف فايد لقناة العربية، قائلًا إن الشيخ الفحام كان شخصية فقهية ولغوية كبيرة ونفى ان يكون قد اعتنق المسيحية قبل وفاته، كما تحدث حفيده "محمد إبراهيم محمد الفحام" إلى بعض وسائل الإعلام نافيًا ما تردد عن تلك الشائعة، وذكر أن أسباب استقالته من مشيخة الأزهر هو وجود خلافات بين المشيخة ووزارة الأوقاف لهيمنة وزارة الأوقاف على تحركات شيخ الأظهر في السفر للخارج وهو ما رفضه الفحام، ولهذا ولاعتبارات صحية قدم استقالته وقبلها الرئيس السادات.

وقال محمد ابراهيم الفحام أن جده رد على مزاعم هؤلاء في حياته عبر سلسلة حلقات بإذاعة القرآن الكريم بعنوان: "إن الدين عند الله الإسلام" قائلًا إن من أشاعوا ذلك استغلوا انفتاحه على رجال الدين المسيحي وسماحته معهم.

أبرز المحطات في حياة الشيخ الفحام

1. ولد الشيخ الفحام في الثالث عشر من يونيه عام 1903م، وحفظ القرآن الكريم وجوده في صغره، ثم ألتحق بالمعهد الديني بالإسكندرية ولفت فيه انتباه أساتذته حسبما يذكر موقع دار الإفتاء المصرية، فكان مولعًا بجميع المعارف والعلوم خاصة علم المنطق وعلم الجغرافيا، بل ألف رسالة في المنطق وهو مازال في السنة الثانية الثانوية، واستمر الفحام بالدراسة الأزهرية حتى نال شهادة العالمية النظامية بتفوق عام 1922م.

2. بعد تخرجه، اشتغل الفحام بالتجارة وبرع فيها، لكن زملاءه نصحوه بأن يعود إلى الحياة العلمية مرة أخرى، وبالفعل تقدم لمسابقة أعلنها الأزهر لتعيين مدرسين للرياضة بالمعاهد الدينية عام 1926م، وبرع فيها وتم تعينه في الإسكندرية في أكتوبر من نفس العام، ثم انتقل في عام 1935 لتدريس المنطق بكلية الشريعة، وبعدها بعام واحد اختير لبعثة تعليمية إلى فرنسا، فرحل إليها برفقة زوجته وبعض أبنائه.

3. حصل الفحام في بعثته على دبلوم مدرسة الإليانس فرانسيز في باريس عام 1936، وليس هذا فقط، بل نال دبلوم مدرسة اللغات الشرقية الحية في الأدب العربي عام 1941م، وفي نفس العام حصل على دبلوم آخر في اللهجات اللبنانية والسورية، ودبلوم لتأهيل تعليم اللغة الفرنسية من كلية الآداب جامعة بوردو.

4. حصل الإمام الفحام على الدكتوراه من فرنسا أيضًا وتحديدًا من جامعة السوربون وكان موضوعها "إعداد معجم عربي فرنسي للمصطلحات العربية في علمي النحو والصرف".

5. عندما عاد الفحام من فرنسا، عمل مدرسًا بكلية الشريعة ثم مدرسًا للأدب المقارن والنحو والصرف بكلية اللغة العربية حتى وصل لمنصب عميد الكلية، ودرس كذلك في كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1949م.

6. عين في مارس 1952م عميدًا لكلية اللغة العربية حتى أحيل إلى المعاش عام 1959م وصدر قرارًا جمهوريًا بمد خدمته عام ثم ثلاثة أشهر، ليترك العمل عام 1960م.

7. قام الفحام بعدة رحلات خارج القطر المصري حيث زار نيجيريا عام 1951م وباكستان بعدها بعام وأيضًا سافر إلى موريتانيا ممثلًا للازهر لدراسة أحوال المسلمين هناك، وشارك في مؤتمر باندونج بأندونيسيا عام 1965م، وزار ليبيا والجزائر والسعودية وغيرها من الدول.

8. في السابع عشر من سبتمبر عام 1969م صدر قرار بتعيين محمد الفحام شيخًا للأزهر من قبل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.

9. في الفترة التي تولى فيها الفحام مشيخة الأزهر ظهرت حركة تبشير قوية، وحسب موقع دار الإفتاء المصرية، أستطاع الفحام أن يوزان بين واجبه الديني بوصفه إماما أكبر للمسلمين، وواجبه الوطني في وحدة الصف ولم الشمل وتأمين الجبهة الداخلية.

10. انتخب الفحام عضوًا بمجمع اللغة العربية عام 1972م، وفي مارس 1973 ونزولًا على رغبته، تم تنحيته من مشيخة الأزهر وعين بدلًا منه الشيخ عبد الحليم محمود، ليتفرغ للبحث العلمي والدراسة حتى وفاته في الثلاثين من أغسطس عام 1980م بالإسكندرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان