من غريب القرآن.. معنى "حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ" والمقصود بها
كتبت – آمال سامي:
يقول تعالى في سورة الفتح الآية السادسة والعشرين: "إذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ " فما المقصود هنا بكلمة "الحمية"؟ هكذا سئل الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري في إحدى حلقات برنامجه "من غريب القرآن" ليجيب قائلًا إن الحمية تعني الأنفة التي تمنع من قبول الحق.
وأوضح أستاذ الدراسات القرآنية السعودي أن الحمية المقصودة في هذه الآية وهي حمية الجاهلية هي من الأنفة والاستكبار الذي يصيب النفس فترفض قبول الحق، فيقال أخذت فلان الحمية بمعنى أنه رفض ان يقبل الحق بسبب الاستكبار عليه، وأشار البكري أن الحمية هنا نسبت للجاهلية لأنهم قد انفوا ان يستجيبوا للنبي صلى الله عليه وسلم كبرًا وعنادًا تمسكًا بما كانوا عليه ايام الجاهلية، ونسبة الحمية إلى الجاهلية هي نسبة ذم اذ منعهم الاستكبار والاعتزاز بالاجداد من الإقرار بالحق، فالحمية هي تمسكهم بما كانوا عليه في الجاهلية وانفة أن ينقادوا للنبي صلى الله عليه وسلم كبرًا وعنادًا، وأشار البكري إلى أن الحمية صفة من الصفات القبيحة التي تتصف بها بعض النفوس ولا تستجيب للحق مهما جاء بالادلة، وهو ما فعله النبي إذ جاء بكافة الأدلة والمعجزات لكنهم رفضوا ان يستجيبوا له.
ويروي الطبري في تفسيره للآية حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " أمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتى يَقُولُوا لا إلَهَ إلا اللّهُ, فَمَنْ قال لا إلَه إلا اللّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مالَهُ وَنَفْسَهُ إلا بِحَقِّهِ وَحِسابُهُ على الله "، وأنـزل الله في كتابه، فذكر قوما استكبروا فقال: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وقال الله : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنـزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا) وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله، استكبر عنها المشركون يوم الحُدَيبية، يوم كاتبهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على قضية المدّة.
فيديو قد يعجبك: