جمعة يجيب: ماذا علمنا رسول الله من مفاتح الخير ومغاليق الشر؟
(مصراوي):
طرح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، السؤال: ماذا علمنا رسول الله ﷺ من مفاتح الخير، ومغاليق الشر؟، ليجيب عنه فضيلته قائلاً: قال لنا ﷺ: «خيركم مَنْ تعلم القرآن وَعَلَّمه»، فجعل القرآن الكريم، وقراءته، وتدارسه، وتدبره، وتأمله، مصححًا للسان، وفي ذات الوقت، هو مصحح للتفكير المستقيم، الذي به الوصول إلى الغاية.
«وما اجتمع قوم، في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا حَفَّتهم الملائكة». لماذا؟ لأن هؤلاء هم الْعُبَّاد؛ لأن هؤلاء الْعُبَّاد الحقيقيون، الذين يرضى عنهم الله سبحانه وتعالى، لماذا؟ لأن تلاوتهم لكتاب الله، ستصحح ألسنتهم، وتصحح أفكارهم، ومناهج تفكيرهم، وحينئذ سيفهمون عن الشرع الشريف، وحينئذ يدركون الواقع على ما هو عليه، وحينئذ يستطيعون أن يوقعون ما أراد الله في كونه، على ما خلق في كونه. فالمفتاح تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى.
وأوضح فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، أن النبي ﷺ يحفزنا ويحثنا، على أن نقرأ الكتاب الكريم، ويقول: «ألا إن بكل حرف منه ... » «على كل حرف منه أجر عشرة»، «الحرف منه ... » المرأة في بيتها، يستطيعه الذي لا يحسن الكتابة والقراءة، وذلك بأن يسمعوا القرآن من غيرهم، وأن يرتبوا سماعه، وكل ما انتهوا منه عادوا إليه، لاحظ هذا الذي جعل القرآن رفيقًا له وصاحبًا، مع الذي جعل القرآن وراءه ظِهْرِيًّا، وقارن بينهما.
تجد الأول -من جعل القرآن الكريم رفيقا له- فيه شيء من الأناة، وترى الثاني -من جعل القرآن وراءه ظِهْرِيًّا- فيه هوجاء، فيه عدم أناة، وعدم حلم، وترى عقله وكأنه قد طُمِثَ عليه.
ودعا فضيلته إلى الرجوع إلى القرآن الكريم، تلاوةً وحفظًا، وطباعةً، وأداءً، وتعلمًا، ودراسةً، نأخذ منه مناهج التفكير المستقيم، ونرى منه ما يرضي الله فنفعله، وما يغضبه وما يكرهه ربنا فنتركه، فإن الحياة قليلة، والموت آت، وكل إنسان محاسب أمام ربه.
فيديو قد يعجبك: