لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المرأة في الإسلام

المرأة في الإسلام

المرأة في الإسلام

01:00 م الأحد 13 مايو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

اهتم الإسلام بالمرأة اهتمامًا بالغًا لم يُعرف مثله في الحضارات السابقة بل واللاحقة، ففي مرحلة طفولتها يقول ربنا تعالى مقبحًا منطق وأد البنات: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم* يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون".

ثم إن الإسلام يأمر بالعدل والإحسان إلى الأنثى، فها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم متحدثًا عن البنات يقول: "من يلي من هذه البنات شيئًا، فأحسن إليهن؛ كُنَّ له سترًا من النار" ويقول أيضًا: "من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات، أو ابنتان أو أختان؛ فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن؛ فله الجنة"

لم يقف الإسلام عند هذا الحد، بل أمر الآباء بعدم تفضيل الذكور من أبناءهم على الإناث فيقول صلى الله عليه وآله وسلم: "من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها؛ أدخله الله الجنة"

وحين تصبح الفتاة في سن الزواج فإن لها اختيار زوجها وليس من حق وليها أن يجبرها على الزواج ممن لا ترغب فيه بل ليس له أن يمنعها من الزواج من الشاب الذي اختارته مادام رجلًا ناضجًا مسئولًا، ثم لها الحق في أن تنهي عقد زواجها حال تضررت منه.

وجعل الإسلام خيرية الرجل حسب ما تشير إليه تعاليم الإسلام بأن يحسن عشرة زوجته فيقول صلى الله عليه وآله وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" وفي رواية أخرى "إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله"

ويأسس الإسلام لفكر المساواة المنضبطة بين الرجل والمرأة فيقول صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا إن لكم على نسائكم حقًا، ولنسائكم عليكم حقًا".

وفي حال كون المرأة أمًا فإن الإسلام في عمومه يأمر ببر وطاعة الوالدين إلا أنه يورث المرأة العناية الأكبر والنصيب الأعظم ففي الحديث أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك. فالأم مقدمة في البر والإحسان على الأب ثلاث مرات!

أما قوله تعالى: ﴿الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم..﴾ وقوله تعالى: ﴿ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة..﴾ فالآيتان تقرران مبدأ توزيع الأدوار لا التمييز العنصري كما يزعم البعض، وتوزيع الأدوار أمر مقبول ومعقول لا تنكره العقول السوية فيستحيل أن تجتمع القيادة بالتساوي التام لاثنين في أي شأن من الشئون، حتى إن ربنا سبحانه وتعالى لما أقام الدليل العقلي على بطلان تعدد الآلهة قال بهذا المبدأ "قل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا.." وبالتالي فالقوامة المذكورة والدرجة التي للرجل على المرأة لا تعني التمييز أو العنصرية بحال من الأحوال وإنما هو تقسيم وتوزيع للمهمات والأدوار، وها نحن في القرن الحادي والعشرين نرى أنه لا تقوم شراكة ناجحة على قيادتين بل قيادة واحدة رئيسة ونواب أو مساعدون.

ويؤيد ذلك أن الإسلام ساوى بين المرأة والرجل في أصل الخلقة وفي التكاليف والواجبات الدينية والشرعية وفي الثواب والعقاب قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾ وقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ وقال: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

كما قرر القرآن الكريم أن المرأة كالرجل في التكاليف الشرعية إلا ما اختصت به المرأة، ومن حيث الثواب والعقاب والجزاء على العمل في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾، وقال: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾.

مما يميز الشريعة الإسلامية في النهوض بالمرأة أنها شيدت فكرة المساواة بين الإناث والذكور في الخلق والتكريم والتكليف والحساب والجزاء مع الحرص على توزيع العمل بصورة تحافظ على نظرية (توزيع الأدوار لا التمييز) بين الذكورة والأنوثة، فكانت المساواة هي مساواة الشقين المتكاملين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "النساء شقائق الرجال"، وهو ما يدفع المجتمعات لتوزيع العمل بين الرجال والنساء على أساس الطبيعة الفطرية والخِلقية لكل منهما.

والإسلام كذلك لا يمنع المرأة من المشاركة أو القيادة في أي مجال تنفع وتبرع فيه، فقد كانت النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده يقمن بالمشاركة في الحروب فمنهن من حملت السيف وقاتلت ومنهن من طببت وعالجت الجرحى وأعدت الطعام للجنود ولم ينه النبي إحداهن عن ذلك ولم يقل لها إن هذا متاح للرجال فقط.

أما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خاب قوم ولوا أمرهم امرأة" فلا يمكن أخذه على عمومه، فقد قيل هذا النص لما جاءه صلى الله عليه وسلم خبر تولية ابنة كسرى المُلك، كبشارة بانتصار المسلمين على الفرس.

فالمرأة والرجل إذن في الإسلام جناحا المجتمع لا يمكن أن نعتمد على أحدهما دون الآخر.

* نقلا عن مرصد الأزهر

إعلان

إعلان

إعلان