إعلان

بقتلهم ورثة الأنبياء .. "داعش" بنو إسرائيل هذا الزمان

02:58 م الثلاثاء 06 مارس 2018

الحبيب عيدروس بن عبد الله بن علي بن سميط أحد كبار

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوه :

نائب مستشار مفتي الجمهورية

"يطلقون على أنفسهم أسودًا ويهاجمون غيلة ويقتلون غدرًا .. يدعون الإيمان ويتخذون الكفر منهجًا فيقتلون العابدون الساجدون .. ويدَّعون الخلافة الرشيدة ويسفكون الدماء بغير رشد لإشباع شهوة القتل والسلطة والنساء والمال، ويلبسون مسوح الكهان وهم مسوخ بشرية لا تعرف دين".

لا أجد وصفًا أصدق من هذا ينطبق على خونة "داعش" وأخواته من أهل التطرف والإرهاب الذين يسعون بكل ما أوتوا من قوة لمحاربة كلمة الحق، والغدر بكل من يُعلي الرحمة المحمدية وينشرها وينشر العلم الصحيح بين الناس.

فجعنا الجمعة الماضية بخبر استشهاد شيخنا سيدي الحبيب عيدروس بن عبد الله بن علي بن سميط أحد كبار علماء أهل السنة في مدينة "تريم" باليمن الحبيب وهو على سجادة الصلاة وهو بين يدي الله، بعد أن اغتالته يد الغدر من قبل متطرفين.

وكان أحد الخوارج قد توجه إلى منزل سيدي الشهيد الحبيب عيدروس رحمه الله مدعيًا طلب القراءة عليه، فأدخله الحبيب عيدروس إلى منزله واستأذنه بأن يصلي ركعتي الضحى ثم يعود إليه، ولكن طبع الغدر كان أسبق، فما أن شرع في الصلاة حتى اقتحم هذا الخارجي الغادي المجاورة لغرفة الاستقبال وأطلق عليه الرصاص وهو في مصلاه فأرداه قتيلًا على سجادته أمام زوجته وهي على سجادة الصلاة.

ومن قبل سيدي الحبيب عيدروس اغتال داعش عشرات العلماء الوسطيين في دول مختلفة كانوا يواجهون فكرهم المنحرف بالحجة والبرهان، ويبينون عوار وفساد منهجهم الذي يخالف كافة الأديان السماوية ويخالف نهج الأنبياء الذين ما جاءوا إلا رحمة للبشر.

ما يفعله الخوارج من تنظيم "داعش" الإرهابي وأخواته لا يختلف كثيرًا عما كان يفعله "بنو إسرائيل" بقتلهم الأنبياء –مع الفارق- فكلاهما سعيا لوأد نور الهداية والرحمة فيعيش الناس في ظلام الجهل ليتحكموا في عقولهم ويبثون سمومهم الفتاكة التي تسعى للفساد والخراب لا العمارة والبنيان.

كان بنو إسرائيل أشد عداوة للذين آمنوا سواء من أنبياء الله ورسله، أم المؤمنين والصالحين من أتباع الرسل، فقلوبهم يملأها الحقد والغيظ على المؤمنين، ويودون لو يتمكنون من رقابهم فيجزونها جزًّا، وقد سار على نهجهم المتطرفين فصدق فيهم قول الله سبحانه وتعالى: {كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ}.

"داعش" الإرهابي يعتبر أن العلماء المعتدلين أهم خصومه، لأنهم حائط الصد الأول أمام دعاية التنظيم وأكاذيبه وأباطيله التي يروج لها ليل نهار، كما أنهم حاملو لواء العلم وناشروه بين الناس ليعلم الجميع الغث من السمين، لذا فهو دائم العداء لهم ويسعى بكل السبل للنيل منهم واغتيالهم معنويًّا وماديًّا، وهو أمر ينبغي على الدول والحكومات التنبه له جيدًا والحفاظ على العلم والعلماء من اعتداءات التنظيم واستهدافه المستمر، كونهم أحد أهم عناصر المواجهة الشاملة مع التطرف والتكفير بشكل عام، وتنظيم "داعش" على وجه الخصوص.

بنو إسرائيل هذا الزمان يسعون بكل قوة إلى محاربة العلماء المعتديلية وأئمة العلم والزهد والإيمان في كل مكان بغدرٍ وخسة، لكي يقضوا على كل فكر دون فكرهم التكفيري المتطرف، ولكي يطفئوا نور الهداية والوسطية الذي يضيئه العلماء على نهج الأنبياء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان