- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم - د. محمود الهواري
كعادة الأزهر لا يمر بمكان ولا زمان إلا أثر فيه الأثر الطيب النافع، وها هو يمر بعام 2018م فيترك فيه بصمة، تلك البصمة التي تجدد الحياة بشيء من فن وجمال، وإبداع وخيال.
والمتأمل للأزهر من هذه الزاوية خلال هذا العام الذي لم يتبق منه إلا سويعات يرى ملامح اكتست بها طبيعته، وازدانت به خصائصه، وأهمها:
أولا: أن نشاطات الأزهر الفنية والإبداعية قضت على تلك الخصومة التي يتوهم بعض الناس وجودها بين الدين والجمال، أو بين التدين والفن، حتى إن البعض ليتصور المتدين عابسا واجما، لا يتم له تدين إلا بذلك؛ ومن ثم فلا حظ له من زينة الدنيا وزخرفها وطيباتها التي أخرجها الله لعباده.
وأصحاب هذه النظرة التشاؤمية لا يعرفون أن الأزهر ينظر إلى الفن كأداة من أدوات التعبير عن المشاعر وتوجيه الأفكار، وأن أشكال الفن المتنوعة يُعوَّل عليها في تصحيح كثير من المفاهيم، تلك الدراما التي تخاطب الوجدان والشعور، وترتقي بالأحاسيس والمشاعر، لا تلك التي تثير الغرائز، وتنشر الفضائح والقبائح.
لقد تغيرت صورة الأزهري عما يظنه البعض، فليس الأزهري ذلك المعمم المقفطن الذي انزوى في ركن أو زاوية من زوايا الحياة، وليس هو الشيخ الذي لا يتجاوز العصور الماضية إلى حاضره، وإنما أزهري العصر منفتح متحضر يعيش على تثقيف نفسه وتزويدها بكل جديد، يقرأ عن الإسلام وتاريخه وفقهه، ومذاهبه وفرقه، ويتابع أدب العرب في شعرهم ونثرهم، ويقرأ كذلك لأدباء العالم من أمثال شكسبير، وفيكتور هيجو، ويترك بصمة في مجال الفن.
ومن هنا كان مهرجان الأزهر الأول للفن والإبداع، ومع أن الأنشطة الفنية والإبداعية تعد جزءا أساسيا من العملية التعليمية في جامعة الأزهر ومعاهده، إلا أن عام 2018 شهد نقلة نوعية في تلك الأنشطة، من خلال تنظيم «مهرجان الأزهر الأول للفن والإبداع»، في شهر أبريل الماضي، لدعم إبداعات ومواهب أبناء الأزهر المتميزين، من المصريين والوافدين، في مختلف المجالات الفنية والثقافية والأدبية، وذلك بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.
وشهد المهرجان حضورًا كبيرًا ومنوعًا، وحظي بتغطية إعلامية واسعة، وسجل الطلاب الوافدون، والذين يمثلون أكثر من مائة دولة، حضورًا متميزًا، عبروا من خلاله عن ثقافاتهم الثرية والمتنوعة، كما تم تقديم عروض فنية ومسرحية ولوحات فنية مختلفة، ليؤكد الأزهر أنه يدعم كافة أشكال الفنون التي ترتقي بالذوق العام وتعمل على وحدة المجتمع ورفع مستوى الوعي لدى أبناء شعبنا المصري، ويرفض الفن الهابط الذي يدمر المجتمع ويناقض ثقافتنا وقيمنا.
ولم يأت عقد مهرجان الأزهر الأول للفن والإبداع من فراغ، فقبل إقامته بنحو 3 أشهر كانت جامعة الأزهر تسجل حضورًا متميزًا في النسخة السادسة من مهرجان "إبداع"، الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة، حيث نجحت الجامعة في انتزاع المركز الأول من بين 136 جامعة ومعهدًا، في مجالات الفنون الشعبية، والإنشاد، والعروض المسرحية، والمراسلة التليفزيونية والإذاعية والسيناريو والحوار، بالإضافة إلى عدة جوائز أخرى.
ثانيا: هذا الحضور الثقافي المبدع للأزهر الذي فاق فيه أقرانه، فقد شهد عام 2018 انطلاقة قوية للأزهر الشريف على صعيدي الثقافة الجادة المقرونة بالفن الهادف، وذلك وفق رؤية منفتحة على كل ما يثري العقل ويهذب الذوق وينمي قدرات الإنسان الإبداعية والفكرية، وهو ما جسده جناح الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 49، الذي جمع ما بين تنوع المضمون وثرائه وجمال الشكل وأصالته.
والمتابع لفعاليات المعرض يلحظ ما حظي به جناح الأزهر الشريف من إقبال كبير من زوار المعرض، الذين أبدوا إعجابهم بجمال تصميمه وتنوع معروضاته وأنشطته.
وبدت القوة والفاعلية لهذا الجناح الازهري من خلال ما قدمه من فعاليات وإنتاج فكري وعلمي غزير، واستهدف الأزهر بهذه المشاركة التواصل مع جميع فئات المجتمع وتعريفهم بما يقوم به من جهود لإرساء السلام المجتمعي، ومحاربة الفكر المتطرف، والعمل على إرساء قيم المواطنة والحفاظ على الهوية والثقافة المصرية، والتعريف بقضية القدس ونصرتها.
وشمل الجناح عدة أركان ضمت مختلف قطاعاته وأنشطته، من أبرزها ركن مجمع البحوث الإسلامية الذي قدم مجموعة من البحوث والمؤلفات التى أنتجها المجمع، وصل عددها إلى 79 عنوانًا بين مؤلفات فى اللغة والفقه والفكر والعقيدة، إضافة إلى العديد من السلاسل والكتب العلمية في العديد من المجالات المختلفة، بينما أتاحت جامعة الأزهر للجمهور الاطلاع على مئات الآلاف من الكتب والدوريات والرسائل العلمية، والاستفادة من حوالي 50 ألف رسالة علمية و200 ألف مصنف علمي متنوع، ما بين كتب ومؤلفات باللغة العربية واللغات الأجنبية، ورسائل وأبحاث في مختلف المجالات العلمية، ودوريات صادرة عن كليات الجامعة، أما قطاع المعاهد الأزهرية فقد عرض لرواد الجناج عددًا من الكتب الدراسية المطورة، إضافة إلى كتاب مادة الثقافة الإسلامية، التي تستهدف تدريب الطالب الأزهري على التعامل مع القضايا والمفاهيم المعاصرة كالإرهاب والتطرف والتكفير والهجرة والتعايش المجتمعي والمواطنة.
ومن باب التنوع حرص الأزهر الشريف، من خلال جناحه، على التواصل مع جمهور المعرض بشكل جديد، من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة الفنية والإبداعية، كان من أبرزها مبادرة إحياء الخط العربي، حيث خصص جناح الأزهر ركنًا خاصًا بالخط العربي، فقدم لرواد الجناح ميزة كتابة أسمائهم بخطوط وزخارف جميلة، كما نظم الجناح مجموعة من الحملات التوعوية والصحية والمجتمعية من أبرزها حملة "صحتك تهمنا"، لقياس الضغط والسكر مجانًا لزوار الجناح، وحملة "التوعية بحقوق المكفوفين" من خلال تدريب زوار الجناح على كيفية التعامل مع المكفوفين، وحملة "الصحة الإنجابية" بهدف تقديم توعية كاملة عن الصحة الإنجابية، بالإضافة لحملة توعوية عن مخاطر مرض الإيدز، بالتعاون مع الجمعية العلمية لطلاب طب الأزهر.
كذلك، نظم جناح الأزهر الشريف ندوات وفعاليات علمية وثقافية وفكرية تناولت مختلف القضايا المعاصرة والشائكة في المجتمع وعلى رأسها قضايا دعم المرأة، وتجديد الخطاب الديني، والحوار بين الشرق والغرب، ومحاربة التطرف، وضبط الفتوى، والتعليم الآمن، ومأساة الروهينجا، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية، وعروض مسرحية باللغة العربية والإنجليزية، وإنشاد ديني وابتهالات بأكثر من لغة.
وانطلاقاً ﻣﻦ نجاح مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، سجل الأزهر الشريف حضورًا لافتًا في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، في دورته الـ 14، وذلك للتأكيد على مسؤوليته التعليمية والدعوية في ﻧﺸﺮ الفكر الإسلامي الوسطي، والمساهمة في محاصرة ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻓﻠﺴﻔﺔ المواطنة والتعايش السلمي، ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ السلام والرحمة والعدل والمساواة.
وتضمن الجناح العديد من الإصدارات والدوريات والحوليات العلمية، حيث قدم ركن "مجمع البحوث الإسلامية" نحو مائة إصدار جديد من إنتاج المجمع في موضوعات تجديد الفكر الإسلامي وقضايا المواطنة والتعايش ومواجهة الإلحاد وغيرها من القضايا المعاصرة، فيما قدم ركن "رواق الجامع الأزهر" عدة إصدارات تستهدف مواجهة شبهات الجماعات المتطرفة وتفنيدها، أما ركن مركز الأزهر للترجمة فعرض نماذج من ترجماته البالغة 152 كتابًا بـ (13) لغة، لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا ونشر الصورة الحقيقية للإسلام.
أما ثالث هذه الملامح التي ازدان بها عام 2018م فهذه الدماء الجديدة التي شاركت في كل مجال حتى فاقت المتخصصين فيه، فقد شهد هذا العام انطلاق الإصدار الفرنسي من مجلة "نور" هدية الأزهر لأطفال العالم، والتي تصدر عن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وتشكل المجلة تجربة فريدة من نوعها، فهي أول مجلة مصرية للأطفال تترجم للغتين الفرنسية والإنجليزية بترجمة دقيقة لمركز الأزهر للترجمة، وهو ما مكنها من ارتقاء مكانة متميزة بين مطبوعات الطفل العربية، حيث تحمل "نور" طموحًا يتجاوز كونها مجلة شهرية دورية ناجحة للطفل العربي، إذ اتسعت انشطتها لتضم موقعًا إلكترونيًا، وقناة على اليوتيوب، وتطبيقًا تفاعليًا للهواتف النقالة بالإضافة لمجموعة كتيبات تعليمية للصغار، كما شهد شهر رمضان الماضى مشاركة المجلة في إنتاج مسلسل كرتون بعنوان "نور وبوابة التاريخ" حصد جائزة الإنتاج المتميز من المجلس القومي لحقوق الإنسان، فضلاً عن حصوله على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم كأفضل مبادرة لعمل فني وثقافي وفكري لخدمة اللغة العربية.
وتستهدف مجلة نور تقديم ثقافة تلائم هوية الطفل المصرى والعربى، تحمل قيم الحق، والخير، والجمال، والتراحم وقبول الآخر، ونبذ التعصب والكراهية والعنف، وتدرب الطفل على التفكير المنطقي التحليلي الذي يحميه من الأفكار المتطرفة الشاذة، وتعلمه السلوكيات الصحية والحضارية الصحيحة، وتعزز لديه الحب والانتماء للوطن، وتستنهض همته للعمل والتفوق في كل المجالات العلمية والرياضية والفنية.
إعلان