لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يوميات شاب مسلم: ح ٧- جدك الشاب

12:14 م الأربعاء 31 ديسمبر 2014

يوميات شاب مسلم: ح ٧- جدك الشاب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم: أحمد حمدى

طرأت على بالى اليوم فكرة لم استطع ان اتخلص منها حتى دونتها على ورق، الا وهى ان ارسل خطاب الى المستقبل، فجاءت كما يلى:

الى احفاد احفادى...

تحية طيبة وبعد

لا ادرى ان كان لجملة (تحية طيبة وبعد) استخدام فى لغتكم التى اظنها تغيرت تماما عن لغتنا ولكنها جملة اعتدنا عليها فى بدء الكلام.. اكتب اليكم وانا في مثل سنكم لازلت شابا يملئنى الطموح، اهتم بمظهرى وملبسى، انتقى افخر الماركات واشهر انواع العطور، انتقى اماكن “الفسح” بعناية ولا ارضي الا بالفخم منها. اهتم بالرياضة واواكب تطورات العصر اولا باول....ولا لست مملا ....

لا ادري لماذا ولكنى طالما نظرت الي جدى والذى لم اراه الا كبيرا، ولصغر سنى راودتني دائما فكرة ساذجة مفادها بان “جدو” كبير وسيظل كبير وانا صغير وساظل صغير.. دائما ما ظننت بان حياته ممله وبانه لم يرى من الدنيا ما رأيت، ولم يستمتع كما استمتعت.. اشفقت عليه وحسدت نفسي.. ولكنى فوجئت بان من ظننته كبيرا الى الابد يغادر عالمنا الدنيوي وبان من ظننته صغيرا الى الابد، كبر واعدوه ليتسلم الراية. نعم كبرت وها انا ذا ارانى مكان جدى رغم فرق السنين ولكن ما السنين والايام الا لحظات لا محاله اتيه.. واراني اسير في مسيره واخشي ان تظن بى ما ظننت به.

لا تغتر ان كان سرادق عزاى فارغا فمعظم من عرفت سبقوني.. نعم كنت مشهورا وكنت محبوبا وكان لى من الاصدقاء الالوف ومن المعارف ما زاد عن ذلك، كان هاتفى لا يكف عن الرن.. كنت انبض بالحياة.. كانت لى صور لا تحصى.. وطاقة وقوة ظننت انها لن تنتهى.. ولكن حكم على الزمان بما حكم على غيرى فكبرت وهرمت ومت كما ماتوا. لا تظلمنى ولا تحكم على بالملل فلربما كنت اكثر حياة منك.

يا ترى ان سُئلت عن اسمك الثلاثى او الرباعى هل ستعرف من انا ام ستسخر من اسمى كما سخرت انا من اسم جدى.. هل ستفكر فى جدك هذا للحظات، ام ستغرك الدنيا كما غرتنى فظننت بجهلى انى ساخرق الارض واصل الجبال طولا.. مرت الدنيا ومر عمرى كأن لم اغنى بالامس.. مر عمرى كشجرة نبتت صغيرة فكبرت واثمرت واخرجت ما لذ وطاب حتى اغترت بكبرها وبثمرها.. سحرها زخرفها فازينت وظنت ان لا قادر عليها.. فاتاها امر الله فصارت حصيدا كأن ام تغنى بالامس.

عزيزى حفيدى.. عش ما شئت فانك ميت، واحبب من شئت فانك مفارقه، واعمل ما شئت فانك مجازى به.

جدك الشاب .

وللحديث بقية.. فى الحلقة الجديدة من سلسلة يوميات شاب مسلم فى الاسبوع القادم بمشيئة الله

موضوعات ذات صلة:

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الأولى: الفرح)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثانية: سنة اولى جواز)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثالثة: جارى ساكن قصادى)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الرابعة: شخص سبنى)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الخامسة: السير عكس الاتجاه)

يوميات شاب مسلم: (الحلقة السادسة: مش غلطان)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان