يوميات شاب مسلم.. 2- سنة اولى جواز
بقلم: أحمد حمدى
اخيرااا.....انتهى الفرح وانصرف المعازيم ولم يبقى الا العريس والعروسة ليبنيا سويا بيتهما الجديد وحياتهما السعيدة. بقدر ما فى هذا اليوم من سعادة وفرح بقدر ما فيه من مسئولية ومشقة، الجواز اكبر بكثير من مجرد جسد.. الجواز روح طيبة وسكن ورحمة، لا يكون الزواج الا عن اقتناع وحب.. نعم الحب مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما رأيت للمتحابين مثل النكاح).. [رواه البيهقى].
الزواج فى الاسلام امر عظيم فهو سنه الانبياء وتحقيق لمراد الله فى اعمار الارض واقامة مجتمع مسلم قوى. فى الزواج لا يوجد “سى السيد” ولا “امينة” ففى الاسلام (خيركم خيركم لاهله، وانا خيركم لاهلى).. [رواه الترمذى]. فى الاسلام (استوصوا بالنساء خيرا).. [الترمذى].. فى الاسلام {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}.. (النساء : ١٩).
لم يسب رسول الله احدى زوجاته قط ولم يضرب احداهن قط ولم يؤذى احداهن قط وحدث مرة ان كان اصحاب رسول الله عنده فى بيت عائشة فارسلت احدى زوجات النبى طعاما لهم فى قصعة فلما رأتها ام المؤمنين كسرتها فما كان من رسول الله “وها هى الفرصة الذهبية للضرب وللاهانة” الا ان جمع ما كسر وقال لاصحابه (غارت امكم).. [رواه البخاري].
ان لم يكن الزواج قائما على التفاهم فلا خير فيه، ان لم يكن الزواج قائما على فهم كل فرد لدروه فى المنزل فلن يستمر ان كان الزواج قائما على شهوه وعلى جمال ظاهر او على مستوى اجتماعى فكلها عوامل تقلل فرص النجاح. ان لم نغفر لبعض الذلات واخذتنا “الجلالة” و“ازاي تعمل كده؟... دا انا راجل” وهي” هو نسى بابا عمل معاه ايه علشان يتجوزنى.. ده جميل العمر كله”.. اذا لن ننتهى.
اول قاعدة للنجاح فى الزواج ان لا تشخصن الامور فان علق زوجك على الاكل فهو بالفعل يقصد سوء حال “الطبيخ” ولا يقصدك انت بسوء.. وان ارتفع صوتها فى المنزل فهذا لا يعنى انها تقلل من احترامك ولكن يعنى ان يومها كان سيئا.. رفقا ببعضكم البعض.. رفقا بالرجال فان ما يواجهونه يوميا فى العمل لا يطاق.. ورفقا بالنساء فان رسول الله اوصى عليهن...(يا معشر المؤمنين استوصوا بالنساء خيرا فانما هن عوان عندكم).. [الترمذى].
ان ارتفاع نسب الطلاق فى مجتمعنا سببها عدم الدراية بما فى الزواج من مسئولية، من منا لم يسمع او يشهد على حالة زواج لقريب او لاحد الاصدقاء انفصلوا بعد سنة من زواجهم، كيف وقد اختاروا بعض بعد. “قصة حب عنيفة وصحوبية بقالها كام سنة”.. كل ذلك لانهم ظنوا الزواج “كالصحوبية” ظنوها خالية من المسئولية ظنوها حب دون محاولة للفهم والتعامل مع مصاعب الحياة. اراد الرجل ان يصبح صاحب الكلمة الاولى والاخيرة وارادت الزوجة ان “تعيش حياتها” فى بيتها الجديد.
ولعل الحل فى ما قامت به ماليزيا من برامج توعية الزامية للمقبلين على الزواج وذلك للحد من نسب الطلاق المتزايد وهو ما ترتب عليه انخفاض شديد جدا فى هذه النسبة.
ادام الله لكم الخير والبركة ورزقكم من الطيبات :).
وللحديث بقية.. فى الحلقة الجديدة من سلسلة يوميات شاب مسلم
موضوعات ذات صلة:
فيديو قد يعجبك: