هدية غالية جداً لأولادك
كم عدد الصفحات التي يحفظها أولادك أيام الامتحانات ؟
كم مقرر يحفظه الطالب في كل سنة بل في كل فصل دراسي..؟
أنا لا أتحدث عن طالب المرحلة الثانوية أو المتوسطة، ولكني أتحدث معك عن المرحلة الابتدائية فقط وقس على ذلك.
أيعجز أولادك بعد ذلك عن أن يحفظوا كتاب الله أو أجزاء منه ؟
أم أنك تعجز عن حثهم ومعاونتهم كما حرصت من قبل وسهرت الليالي معهم حتى يحفظوا (6) مقررات أو (13) مقرراً.
بل بذلت ذلك من أعصابك وراحتك حتى لكأنك أنت الذي تختبر..! لدرجة أنك تقسو عليهم أحياناً ليحققوا أعلى الدرجات في الاختبارات.
أسألك بصراحة هل تحب أولادك حقاً..؟
ستجيب نعم ، أعود وأسألك:
هل تحبهم في الله..؟
أرجو أن لا تتسرع في الإجابة، فقد تكون الإجابة مؤلمة وأنت لا تشعر..!
إن الحب الحقيقي لأولادك، هو أن تبذل مهجة قلبك حتى ترتفع درجاتهم عند رب العالمين، فيسعدوا بالنتائج النهائية يوم تبيض وجوه وتسود وجوه..
الحب الحقيقي لأولادك، أن تنجح في تحفيظهم كتاب الله بشتى الطرق، كما نجحت في أن يحفظوا مقررات طويلة ومتنوعة..
وهذا أكبر دليل على قدرتك على إعانة أولادك على حفظ كتاب الله تدريجياً.. وحسبك أنه يحفظهم من الشرور ،ومن العين والشياطين ،وشفاء لهم من الأمراض العضوية والنفسية ،وتقوية للذاكرة، وطلاقة للسان، وصفاء للذهن والروح.
ثم من هو الوالد الذي لا يريد هذا الخير لأولاده ولا يحرص عليه؟!
إنها أغلى هدية تقدمها لأولادك وستسعد بها في حياتك وبعد مماتك، ففي الحديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث)وذكر منها ولد صالح يدعو له،أيُّ ولد هذا الذي تتوقع أن يدعو لك وأنت في قبرك فيخفف عنك بإذن الله أو ترفع منزلتك عند الله.
أيُّ ولد هذا.. ؟
هل هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره أمام أفلام الكرتون وألعاب الكمبيوتر..؟
أم الذي يمضي وقته في لعب الكرة..؟
أم إنه ذلك الوجه الطاهر، ذلك الابن البار الذي قد تعطرت أنفاسه كل يوم في حلقة المسجد يحفظ ويردد آيات البر بالوالدين
فترتفع يداه بالدعاء الصادق لك في كل يوم بل في كل صلاة.
فهنيئاً ثم هنيئاً لكل من حاز في بيته ذرية من حفظة كتاب الله الكريم، وما أكثرهم والحمد لله حيث تسمع لبيوتهم مثل دوي النحل من تلاوة القرآن ،نسأل الله من فضله.
المصدر - موقع صيد الفوائد
فيديو قد يعجبك: