تعرف على إمام الحديث الذي أقام في مصر ومات بالقدس
أحمد بن شعيب النسائي الخراساني، المولود 215 هـ الموافق 829م والمتوفى 303هـ الموافق 915م هو واحد من أعلام الحديث النبوي الستة وقد اشتهر بكتابه "سنن النسائي" أو "السنن الصغرى والكبرى"، وهو محدّث وقاض ومن أئمة زمانه في العلم.
النشأة وطلب العلم
ولد الإمام النسائي في بلدة نسا المنسوب إليها في اسمه، وهي من بلاد خراسان قديماً وتقع حالياً في تركمانستان.
وكعادة طالبي العلم في زمانه، فقد بدأ منذ الصغر، ثم سافر متنقلاً بين البلدان في سبيل الاستزادة والمعرفة، فرحل إلى خراسان والحجاز والعراق والشام، إلى أن استقر به المقام في مصر.
النسائي والعلماء
وقد ذكره علماء زمانه ومن بعدهم بالخير وأشادوا بعلمه، ومنهم تلميذه أبو علي النيسابوري الذي قال عنه: "النسائي إمام في الحديث بلا مدافعة".
وقال أبو الحسين بن المظفر: "سمعت مشائخنا بمصر يعترفون لأبي عبدالرحمن النسائي بالتقدم والإمامة، ويصفون من اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والجهاد وإقامته السنن المأثورة واحترازه عن مجالس السلطان".
أما من أشهر العلماء الذين تلقى عنهم النسائي، فقد كان على رأسهم الشيخ قتيبة بن سعيد الذي ارتحل إليه في سن الخامسة عشرة وأقام عنده سنة وشهرين، فأخذ منه العلم.
وكذا أخذ عن الإمام الكبير شيخ الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، أيضا عن ثاني شيوخ الحديث الإمام مسلم، والترمذي وأبو داود، وعدد من علماء تلك الفترة التي كانت في القرن الثالث الهجري، الذي كان قرن الحديث النبوي بلا منازع، وفيه تم عمل عظيم وغير مسبوق في هذا الشأن على أئمة الحديث المذكورين.
وكما أخذ فقد تتلمذ عليه يده الكثير من العلماء ومنهم: أبو القاسم الطبراني وأبو جعفر الطحاوي وإبراهيم بن سنان وأبو علي الحسين النيسابوري، وغيرهم من أهل العلم.
مؤلفاته
بالنسبة لمؤلفاته فإذا كان كتاب السنن الكبرى هو أشهرها، وأيضا السنن الصغرى المعروف باسم المجتبى، فقد ألف كتاب "الخصائص" حول علي بن إبي طالب.
وألف أيضا "فضائل الصحابة"، و"كتاب المناسك"، و"الضعفاء والمتروكين"، وغيرها من الكتب في فضائل القرآن واللغة، وكتاب "وفاة الرسول" والكثير.
كتاب السنن
هناك كتاب السنن الكبرى في الحديث، وهو الذي عُرف به، وجاء في سير أعلام النبلاء، ومن ثم السنن الصغرى، وتعتبر "سنن النسائي" من أركان كتب الحديث النبوي الستة.
وقال الإمام الذهبي في حق النسائي: "لم يكن أحد في رأس سنة 300 هجرية أحفظ من النسائي".
وقام منهجه في التـأليف على: انتقاء رجاله أو رواته من الثقات العدول، وأنه اقتصر في سننه على أحاديث الأحكام، مثل سلفه أبي داود، وقد كرر الأحاديث بأسانيد مختلفة.
وجمع في كتابه بين فوائد الإسناد، ودقائق الفقه، أيضا تكلم على الأحاديث وعللها، وبين ما فيها من الزيادات والاختلاف.
ويقول السيوطي في مقدمة شرحه لكتاب السنن للنسائي: "كتاب السنن أقل الكتب بعد الصحيحين حديثـاً ضعيفـاً، ورجلاً مجروحـاً".
وفاته
كانت وفاة الإمام النسائي، بعد أن غادر مصر حيث مستقره إلى القدس سنة 302هـ، وقد لقي ربه في فلسطين بمدينة الرملة، ليخلف أثرا طيبا إلى يومنا هذا.
فيديو قد يعجبك: