هل المسافر مستجاب الدعوة؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
كتبت - آمال سامي:
تلقى الدكتور عطية لاشين ، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سؤالا من احد متابعيه يقول: سمعنا ان السفر من مواطن استجابة الدعاء ،فهل هذا صحيح؟ ليجيب لاشين عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك مبينا آداب السفر وعما إذا كان للمسافر دعوة مستجابة.
واستشهد لاشين في اجابته بما قاله تعالى في القرآن الكريم : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )، وبما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب السنة: ( ثلاثة لا ترد دعوتهم : ومنهم المسافر )، موضحا أن السفر سمي سفرا لأنه يسفر أي يظهر أخلاق الرجال ،وبه يخرج الله الخبء في السماوات والأرض ،ولذلك قال عمر رضي الله عنه :للذي مدح عنده بعض الشهود وزكاهم قال : هل صحبته في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق ؟ فقال : لا قال : ما أراك تعرفه، وكان بشر يقول : يا معشر القراء سيحوا تطيبوا فإن الماء إذا ساح طاب ،وإذا طال مقامه في موضعه تغير٠
وأوضح لاشين أن من أداب السفر ما يلي :
١ أن يكثر الإنسان فيه من الدعاء بأن يطلب من الله عز وجل ان ييسر له سفره ،وان يعينه عليه ويكون الدعاء من المسافر أقرب إلى القبول ،وأحرى بالإجابة لأن دعوته في الغالب دعوة مضطر ومحتاج ،والله سبحانه وتعالى يجيب دعوة المضطر ،ودعوة المحتاج أكثر مما يستجيب لغيرهما
قال الله تعالى:(امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض )٠
ويسن للمسافر إذا خاف قوما قابلوه في الطريق يريدون إلحاق الضرر به أن يقول : اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم
دل علئ ما تقدم مارواه أبو داود والترمذي وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظىوم ،ودعوة المسافر ،ودعوة الوالد على ولده )٠
وروى الترمذي والنسائي بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال :(اللهم إنا نجعلك في نحورهم ،ونعوذ بك من شرورهم )٠
٢ ومن أداب السفر التي ينبغي ان يتحلى بها المسافر أن يكون متصفا بصفة الرفق لأن الرفق عموما ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه ٠
والرفق الذي ينبغي ان يكون عليه المسافر يشمل الرفق بالوسيلة التي يسافر عليها أيا كانت ،والرفق بإخوانه رفقاء السفر ٠
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض أي الرعي ،وإذا سافرتم في الخصب فأسرعوا عليها السير ،وبادروا بها نقيها )٠
ومعنى بادروا بها نقيها أسرعوا بها حتى تصلوا المقصد قبل ان يذهب مخها من ضنك السير وإرهاقه ٠
روى ابو داود بإسناد صحيح عن سهل بن عمرو وقيل : سهل بن الربيع بن عمرو الأنصاري المعروف بابن الحنظلية وهو من أهل بيعة الرضوان رضي الله عنه قال : مر الرسول صلى اىله عليه وسلم ببعير قد.لحق ظهره ببطنه أي من شدة الجوع فقال صلى الله عليه وسلم :(اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة ،وكلوها صالحة )٠
وأضاف لاشين أن مما يدل على وجوب الرفق بدابة السفر ما ورد في السنة ان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا نزلوا مكانا من الأرض ليستريحوا من عناء السفر ووعثائه ليتمكنوا من مواصلة الرحلة أنهم كانوا اول ما يفعلون ان ينزلوا الحمولة عن الدواب أولا ،ولا يشغلون بذلك عن أي شيء آخر حتى ولو كان ذلك الشاغل عبادة كانوا ينزلون الأمتعة عن الدواب اولا ،لأنهم إذا تركوا الأمتعة على الدواب وانشغلوا عن ذلك بشيء آخر أضر ذلك بالحيوان ٠
روى أبو داود بإسناده على شرط مسلم عن أنس رضي الله عنه قال : كنا إذا نزلنا منزلا لا نسبح اي لا نصلى النافلة حتى نحل الرحال ٠
قال النووي في كتابه رياض الصالحين : (ومعناه أنا مع حرصنا على الصلاة لا نقدمها على حط الرحال وإراحة الدواب )٠
وقال لاشين أنه مما ينبغي أن يرفق المسافر بوسيلة مواصلاته فكذلك ينبغي ان يكون رفيقا مع زملائه رفقاء السفر فيحسن إليهم، ويقضي حاجتهم ،وأن يعينهم فيما يطلبون العون فيه فإذا كان معه زاد رجع به على من لازاد معه وإن كان معه مكان في وسيلة مواصلاته أركب من لا مكان له معه وفضلا عن ذلك فإن السير يكون بقدر أضعف وسيلة معهم، وقد استدل على ذلك مارواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : بينما نحن في سفر إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا أي يلتفت وكأنه يريد حاجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ،ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لازاد له ،فذكر من أصناف المال ماذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل )٠
فيديو قد يعجبك: