كيف يوفق المسلم في بلاد غير المسلمين بين شرعية الدولة ومرجعية الإسلام؟.. جمعة يجيب
كتبت- آمال سامي:
في برنامج "السراج المنير" روى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كيف وازن الرسول صلى الله عليه وسلم بين الشرعية والمرجعية في غير بلاد الإسلام وكيف استطاع أن يوفق بين المبادئ وبين بروتوكول العلاقات الدولية، وذلك من خلال تحليله لقصة ترك عبيد الله بن جحش الإسلام أثناء وجوده في الحبشة وفراقه لزوجته المسلمة أم حبيبة، التي تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد.
ترك عبيد الله بن جحش الإسلام بعدما جلس مع البطاركة المسيحيين بالحبشة، يقول جمعة إنه ظن أن المسيحية عمارة مبنية والإسلام عمارة مازالت تبنى، فقرر ألا ينكر الإسلام لكنه انتسب للمسيحية، فقالت له زوجته أم حبيبة هذا فراق بيني وبينك لأنه لم يعد مسلمًا، ويرى جمعة أن في ذلك دلالة على أن النظام في الحبشة يتيح حرية الأديان، سواء في تحلي ابن جحش بالمسيحية أو بقاء أم حبيبة على الإسلام.
وفي تلك المسألة الحساسة تعامل النبي صلى الله عليه وسلم بحكمة، يحلل علي جمعة الموقف قائلًا إن النبي أراد أن يرفع الحرج عن النجاشي، فالموقف حساس بالنسبة له، فهو كملك لهذا النظام يتبع الديانة المسيحية فهناك شبهة أنه ضغط على عبيد الله بن جحش أو أغراه باعتناق المسيحية وترك الإسلام، فمن رحمته وأدبه رفع عنه الحرج فارسل له رسالتين تؤكدان حرية العقيدة في الإسلام، يقول جمعة، فوازن فيهما بين المباديء وبين البروتوكول والمصالح، حيث ارسل في الأولى يقول له اسلم، لأن دعوته حق، وفي الأخرى يقول له زوجني أم حبيبة، وفي هذا معنى أن العلاقة بين عبيد الله وام حبيبة انقطعت وانه لم يعد مسلمًا، وأنه صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى الشرعية، وهي شرعية النظام، كأنه يوكل الحبشي بأن يزوجه أياها، يقول جمعة: "يواجه المسلم في بلاد غير المسلمين الشرعية والمرجعية، فالشرعية ألا يخالف نظم البلاد، والمرجعية أن يكون له مرجع يعود إليه في دينه يخبره بما يفعل وبما لا يفعل، فإذا أرادت المرجعية أن تدخل البلاد فيجب أن تدخل من خلال الشرعية".
موضوعات متعلقة..
- هل يجوز انتقال المسلم من مذهب لآخر؟.. تعرف على رأي المفتي السابق
- بالفيديو| سيدة لعلي جمعة: زمن الأولياء انتهى.. والشيخ يعلق
- الإفتاء: تناول السلاحف البحرية بهذه الطريقة حرام شرعًا ومن كبائر الذنوب
فيديو قد يعجبك: