لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما حكم استعمال الأجهزة والأعضاء التعويضية؟

07:17 م الخميس 13 أغسطس 2015

ما حكم استعمال الأجهزة والأعضاء التعويضية؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أن الله تعالى رزق ابنها الوحيد طفلة جميلة، إلا أنها ولدت ببتر خلقي بالذراع الأيسر -نصف ذراع بدون كف-، وأن الطبيب أفادها بأنه يمكن تركيب أطراف صناعية للطفلة عند بلوغها أربع سنوات، والسؤال: هل في مثل هذه الحالة يجوز تركيب الأطراف الصناعية، أم يكون ذلك اعتراضا على حكم الله تعالى؟

يجيب على هذه الفتوى الدكتور علي جمعة -مفتى الجمهورية السابق-:

خلق الله تبارك وتعالى الخلق وأحسنه، وخلق الإنسان من طين وسواه ونفخ فيه من روحه، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، قال تبارك وتعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾.. [السجدة : 7- 9]

وهو تباركت أسماؤه يعلم ما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار، قال عز وجل: ﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾.. [الرعد : 8- 9]، وهو سبحانه العالم بخلقه؛ لأنه خالقهم، ويخلق ما يشاء ويتصرف في خلقه كما يريد، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.. [القصص : 68]، فيخلق الذكر والأنثى والصحيح والسقيم والطويل والقصير والأبيض والأسود؛ وذلك لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، لأنه لا يعلم الغيب إلا هو، قال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ .. [الأنعام: 59]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.. [لقمان : 34]، وإذا ولد إنسان من بطن أمه وبه علة بأحد أعضائه، فإنه يجب معالجته كما بين ذلك سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً» (رواه ابن ماجه).

فإذا لم يمكن علاجه لسبب أو لآخر، ولكن يمكن تركيب جهاز تعويضي للطرف المبتور أو المصاب فلا حرج في تركيبه؛ لما روي أن عرفجة بن أسعد أصيب يوم الكلاب في الجاهلية، فاتخذ أنفًا من وَرِقٍ، فأنتن عليه، «فَأَمَرَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ». (رواه أبو داود والنسائي والترمذي).

وفي واقعة السؤال: يجوز للسائلة أن تقوم بتركيب الأطراف الصناعية للابنة الصغيرة المولودة ببتر خلقي في الذراع الأيسر، وإن ذلك حلال وجائز شرعًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان